فإذا قسم هذا المجموع على مساحة الولاية أصاب كل كيلومتر ثلاثة عشر نفسا، وعدد الذكور 618345 وعدد الإناث 566671. وإني لأتعجب أن يكون عدد الذكور أكثر من عدد الإناث في بلاد مثل بلادنا دائمة الفتن وشديدة الكلف بالتجنيد، وما ذاك إلا من حسن الطالع دام للأمة ابتسامه.
جبال الولاية
أعظم جبال سيواس سلسلتان، إحداهما تبتدئ من أدنة ممتدة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، فتقطع سيواس من جنوبها الشرقي حتى تنتهي إلى جبال أرضروم، وكان القدماء يسمونها «أنتي طاورس» والأخرى تبتدئ من جبال أرضروم ممتدة غربا بين طرابزون وسيواس، وتسمى «بونت». وأعلى شامخات السلسلة الأولى هو جبل «قرة بل»، فعلو ذروته 3276 مترا. أما سائر الذرى فعلوها بين الألفين وبين الألفين والخمسمائة من الأمتار، وأشهر جبال السلسلة الثانية هو جبل «جاملي بل»، وعلو ذروته 2500 متر، وقد سبق ذكره في سياق الكلام على رحلتي إلى سيواس.
أنهار الولاية
في ولاية سيواس نهران هما أعظم أنهارها؛ اسم الأول «قيزيل إيرماق» ومعناه النهر الأحمر، واسم الثاني «يشيل إيرماق» ومعناه النهر الأخضر. أما «قيزيل إيرماق» فينبع في جبل «قيزيل طاغ» الكائن بقضاء «قوجكيري»، فيجري في جنوب الولاية متجها إلى الغرب الجنوبي منها حتى يدخل ولاية أنقرة، ثم يتدفق إلى الغرب في مجرى كالقوس الكبير فيطوف حدود ولاية قونية وحدود ولاية قسطموني، ثم يعود إلى الشمال الغربي لسيواس فيأخذ مجراه بينها وبين قسطموني وطرابزون، ثم يدخل ولاية طرابزون ويظل بها باقي مجراه إلى أن يختلط بالبحر. وطول «قيزيل إيرماق» ألف كيلومتر، أكثر من نصفها يجري بسيواس. وأما «يشيل إيرماق» فحاصل من تلاقي نهيرين، أحدهما نهير «طوزانلي» ينبع في شمال جبل «كوسة» وطوله 230 كيلومترا، وثانيهما نهير «جيقريق» ينبع في «جاملي بل» وطوله 220 كيلومترا، وإنما يتلاقى النهيران بعد أن يجتازا «قاز أووه»، فيمر «يشيل إيرماق» بمدينة آماسية فيتلاقى بالنهير المسمى «ترس آقان» ثم يقطع «طاش أووه» فيلحق به نهير «كلكيت» فيتدفق حتى ينتهي إلى البحر الأسود مجتازا بولاية طرابزون.
وقد شاءت الحكومة الحميدية أن تطهر «قيزيل إيرماق» وتسير فيه السفن تسهيلا للتجارة، ولكنها استكثرت النفقات فرجعت إلى العجز وسكتت.
الهواء والصحة في الولاية
الأرض في ولاية سيواس كثيرة اختلاف المواضع صعودا وصبوبا وماء وشكلا وحالا. وهذه الاختلافات تستحدث الاختلافات في الصحة، إذ لا يصح أن يكون إقليم مدينة سيواس وهي تعلو عن سطح البحر ثلاثمائة وألف متر مثل إقليم آماسيا، وهي لا تعلو عن سطح البحر إلا أربعمائة متر، وبعد فالولاية كلها جيدة الهواء خلا مواضع قليلة فيها، وتلك المواضع هي ولا ريب خير من ولايتي طرابزون وأدنة، ولولا جهل المستوطنين وإفلاس الحكومة الزائلة وخستها لخلصت البلاد من أمراض كثيرة لازمتها ملازمة المستوطن؛ فإن الحمى التيفوئيدية وحمى التيفوس لا تكفان عن الفتك، وتأتي بعدهما الحمى القرمزية ثم السل وضحاياهما قليلة ولله الحمد. أما داء الحصاة فلا يغادر سيواس أبدا. على أن زيادة المواليد مضطردة عاما فعاما؛ فهي تزداد كل عام نحو العشرة آلاف مولود.
أجل أن هنالك عظائم لا تفلح في مغالبتها المساعي، كتوالي التغيرات الهوائية في أيام الربيع وتمادي المطر أياما كثيرا يقلع ليلا ويغدق نهارا ودوام الوحل والرطوبة في الطرق كلها، ولكن مضار هذه الأشياء لا تذكر إذا قيست إلى ما يتولد من البرك والمستنقعات من الأمراض، وتلك تسهل إزالتها بمال لا تعجز عنه الحكومة لو تكلفته، هذا ودرجة الحرارة لا تتجاوز الثمانية والثلاثين في الشتاء تحت الصفر ولا الثلاثين فوقه في الصيف.
الزراعة في الولاية
Неизвестная страница