مكبث :
لك أن تعيش يا مكدف، فلن أتقيك، غير أنني لا أجد مندوحة من التشدد في التماس الأمن، والمغالاة في أخذ الضمان لنفسي على الأقدار، فأنت لا محالة قتيل، وبعد الإجهاز عليك يسوغ لي عندئذ أن أقول للخوف ذي الجبهة الصفراء «إنه كذب» ثم أنام ملء جفوني ولا أبالي الرعود. (يسمع الرعد ويبدو شبح طفل متوج بيده غصن نضير.)
مكبث (متمما) :
من هذا الشبيه بأبناء الملوك وعلى رأسه تاج؟
جميعهن :
أنصت ولا تخاطب.
الخيال :
كن كالأسد بطشا وكبرياء، لا تحسب حسابا لمتظلم، أو ثائر، أو متآمر، لن يغلب مكبث حتى تزحف غابة «برنم» على الجبل الرفيع، وتهاجم قصر «دنسينان» المنيع. (يدخل الخيال في الأرض.)
مكبث :
لن يكون ذلك أبدا. من ذا الذي يستطيع أن يأمر الغابة فتمشي؟ ويشير إلى الشجرة فتقتلع جذعها من الأرض؟ يا للنبوءة السارة! يا للسعادة! أيها العصيان ترقب غابة «برنم»، حتى تسير، وانتظر «مكبث» حتى يستوفي وهو في أوج العلا ما بينه وبين الطبيعة من العقد المبرم، وحتى يؤدي الجزية التي تقتضيها الشيخوخة، وتوجبها السنة العامة، إلا أن قلبي مشوق إلى شيء آخر، فقل أيها الخيال: إن كان علمك يبلغ إلى الحد الذي أذكره، أيتولى نسل «بنكو» أريكة هذا الملك يوما من الأيام؟
Неизвестная страница