============================================================
وقوله: (حجبنا الشمس دون السرادق) يقول: أثرنا الغبار فحجبنا الشمس وجعل الغبار سرادقا.
وقوله (تقتنا) يريد اتقتنا، وهذا من قولهم تقى فلان عدؤه بفلان أي جعله بينه وبينه. قال خداش: اذ يستقينا هشام بالوليد ولو أنا ثقفنا هشاما شالت الجذم يقول: ضربنا خيلنا بالجذام، أي بالسياط، حتى تلحقه فتقتله.
وقوله (بفلذ من سرارة قلبها) هذا مثل، يريد أنهم أصابوا ماء قليلا فجعله كالفلذ من اللحم والكبد. وقوله (من سرارة قلبها) أي من خالصه وصميمه، وسرارة كل شيء خالصه. وجعل الماء قلبا للأرض لأنه من بطنها.
وقوله (فحمنا عليه) أي طفنا به فحسا بعض وذاق بعض، كأنهم ابتدروا التطفة من الماء فسبق قوم فحسوا، وتأخر قوم فلم يجدوا إلا مقدار ما ذاقوه.
قال ابن دريد: وأنشدني أبوعثمان: رقى ترائك في اثناف ني أمي زفر الحواشي فسلا ماء ولا حطب اذا استسشار كنوفا خلت ما پركست عليه يندف في خافساته العطب(1) يعني راعيا. و(الترائك) ما تركه الغيث. (وهر الحواشي) يعني النور.
وقوله (ذي أم من أمر الرجل: كثرت ماشيته. وقوله (فلا ماء ولا حطب) يريد أن الأرض مخصبة رطبة فليس بها حطب. وهو مثل قوله: " يأتيك قابس أهله لم يقتبس" (1) من البحر البسيط. والحافات جمع حافة وهي الجانب. والعطب القطن
Страница 23