الاوس والخزرج وغيرهما قبل أن يبعث النبي كانوا يستنصرون به عليهم ويستفتحون لما يجدون ذكره في التوراة فيدعون على الذين كفروا ويقولون: " اللهم انا نستنصرك بحق النبي الامي الا نصرتنا عليهم " أو يقولون " اللهم ربنا انصرنا عليهم باسم نبيك... (1) فينصرون فلما جاءهم كتاب من عند الله وهو القرآن مصدق لما معهم وهو التوراة والانجيل وجاءهم ما عرفوا وهو محمد (ص) ولم يشكوا فيه كفروا به لانه لم يكن من بني اسرائيل (2). ج - التوسل بالنبي في حياته. روى احمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن عثمان بن حنيف ان رجلا ضرير البصر أتى النبي (ص) فقال ادع الله ان يعافيني، قال ان شئت دعوت وان شئت صبرت فهو خير لك، قال فادعه، قال فأمره ان يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم اني أسألك واتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد اني توجهت بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، اللهم شفعه في " (3) صححه البيهقي والترمذي. التوسل بالنبي بعد وفاته. روى الطبراني في معجمه الكبير من حديث عثمان بن حنيف. ان رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان (رض) في حاجة له فكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي ابن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال عثمان بن حنيف ائت
---
(1) يظهر من الروايات أنهم كانوا يدعون بأمثال هذه الادعية مما فيه التوسل بالنبي إلى الله جل اسمه. (2) تواترت الروايات بالمضمون الذي أوردناه في كل من: دلائل النبوة للبيهقي ص 343 - 345 وتفسير الاية 89 من سورة البقرة وتفسير محمد بن جرير الطبري ج 1 / 324 - 328 وتفسير النيسابوري بهامشه ج 1 / 333. والحاكم بتفسير الاية 89 بسورة البقرة من كتاب التفسير بمستدركه ج 4 / 263 وتفسير السيوطي عن دلائل النبوة لابي نعيم وتفسير محمد بن عبد حميد وتفسير ابي محمد عبد الرحمن بن أبي خاتم بن ادريس الرازي وتفسير أبو بكر محمد بن ابراهيم المنذر النيسابوري. (3) مسند أحمد 4 / 138. وسنن الترمذي، كتاب الدعوات ج 13 / 80 - 81 وسنن ابن ماجة، كتاب اقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة الحاجة الحديث 1385 ص 441 وابن الاثير بسنده بترجمة عثمان بن حنيف من اسد الغابة والبيهقي برواية صاحب تحقيق النصرة عنه. تحقيق النصرة / 114. وأوردنا لفظ امام الحنابلة أحمد لان المنكرين للشفاعة من أتباع الشيخين ابن تيمية وابن عبد الوهاب من أتباع ابن حنبل.
--- [39]
Страница 38