ومكتبة سان جنفييف، وربيع الحياة الإلهي.
وحضر إلى باريس لرؤيتي بمناسبة ذكرى زواجنا كل من عمي القس وعمي هنري، شقيق أبي. كنت في منتهى السعادة بانتظار عمي القس. وقد انفعلت أمام عمي هنري؛ نظرا لشبهه بأبي.
87
وقد قضيت بصحبتهما ثلاثة أيام جميلة. كنت أحاول ألا أضيع شيئا من حضور الأب. فقد كنا نذهب معا لنجدد رؤيتنا لساحة السوربون، أما أمينة فقد كانت ترافقنا بثيابها الوردية الخلابة إلى متحف اللوكسمبورج. وقد ذهبنا أيضا إلى حديقة النباتات؛ فقد كان عمي عالم نبات، وعلمت ذلك اليوم أنه انتخب لعضوية أكاديمية ديجون، كما تعلمت أيضا الاسم اللاتيني للملفوف «الكرنب».
وفي عيد القديسة سوزان الذي كان يحتفل به في الحادي عشر من أغسطس، تلقيت منه هدية كانت عبارة عن نسخة من الفخار لتمثال «الطفل منتزع الشوكة
Tireur d’épine ».
وبعد عدة أيام كان يذهب إلى آفينيون لرؤية الأب أندريه الذي كان معلما له والذي كان يحمل له في نفسه الكثير من الإجلال. كان الأب أندريه يحتضر، فرجا عمي أن ينقل لنا بركاته، ولم أره على الإطلاق.
قبيل هذه الزيارات، كنت قد صحبت طفلي إلى عالم كبير هو البروفسور «ريبادو-دوماس
Ribadeau-Dumas ». ولقد قالت لي أمي حين كنا نخرج من الشقة التي استقبلنا فيها الطبيب : «لا أدري إن كان ابنك سوف يتحسن، أما أنت فإن صحتك قد تحسنت فعلا!» وكان ذلك صحيحا، فقد عدت إلى بيتنا وقد تخلصت من قلق لم يكن يفارقني.
88
Неизвестная страница