128

بدعوة من جورج ديلو، وتحدثنا طيلة فترة الغداء. بيد أني لا أستطيع أن أعيد ما تحدثنا به.

ولا أدري إذا كان بابلو كازال

214

قد جاء إلى مصر. لست أظن ذلك. ففي مونبلييه صافحناه بطريقة غير منتظرة. كانت جامعة مونبلييه قد اختارت عام 1946 سبعة أشخاص لمنحهم دكتوراه الشرف، وكان طه أحد هؤلاء السبعة، أما بقيتهم فلا أذكر منهم سوى ستيفن سبندر

215

وبابلو كازال . ألقى ستيفن سبندر خطبة جميلة، أما كازال الذي كنا بالكاد نراه بسبب قامته القصيرة ومظهره المتواضع؛ فقد قال عندما جاء دوره: «إنني لا أعرف التحدث إلا بواسطة كماني، فإن شئتم استمعوا له.» وعزف لحنا من مقام ره؛ فهام طه في عالم الملائكة.

كان لهذا الاحتفال الذي أقيم بعد الحرب مباشرة تقريبا طابع خاص وحميم وأخاذ.

وكان أكبر تأثير علينا منه الذكريات التي لنا في هذه المدينة؛ فقد عدنا إلى هذا المكان بعد واحد وثلاثين عاما من لقائنا. وخلال هذه الأيام القليلة، وبمصادفة غريبة، كنا هناك يوم 12 مايو (يوم لقائنا الأول). ذهبنا إلى «كاريه دوروا»، إلى النزل الذي رأيت فيه طه للمرة الأولى؛ كان مغلقا ولم يكن لدينا وقت للعودة إلى دروب أيامنا الأولى، لكن مؤنس وأمينة كانا معنا؛ فبم يسعنا أن نحلم بأفضل من ذلك؟!

وبعد زيارتنا لمونبلييه مباشرة كان موعد انعقاد مؤتمر الفكر الفرنسي والسلام

216

Неизвестная страница