ثانيا: اللالكائي فيه قليل نصب كسائر غلاة السلفية ولو لم يدل على ذلك إلا إيراده لفضائل معاوية بعد العشرة وأمهات المؤمنين مباشرة!! لكفى ذلك دلالة على النصب، فأين فضائل كثير من أهل بدر وأهل بيعة الرضوان الذين لم يورد لهم شيئا!!
إذا كان معاوية عند اللالكائي يأتي بعد هؤلاء فهذا نصب بلا شك، وإن كان عذره في إيراد معاوية أنه قد ذمه أناس بالباطل، فقد ذم ابن عديس البلوي وعمرو بن الحمق الخزاعي وغيرهم ممن لا يقارن معاوية بهم.
ثالثا: الأثر رواه اللالكائي عن جعفر بن عبد الله بن يعقوب عن محمد بن هارون الروياني عن أبي كريب عن ابن المبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة، وهذا الإسناد ضعيف فيه محمد بن مسلم الطائفي كان إذا حدث من حفظه يخطئ، والقصة إنما حصلت لعمر بن عبد العزيز مع من سب عثمان بن عفان فقد رويت القصة بإسناد أقوى عند اللالكائي نفسه (7/1265).
فالطائفي هذا لعله حدث من حفظه لأن هذه الآثار غالبا لا يكتبها الرواة وإنما يتناقلونها.
خامسا: لو ضرب عمر بن عبد العزيز من سب معاوية لكان مخطئا، لأن معاوية عند هذا الساب كان من الظالمين الذين يجوز سبهم وانتقاصهم وذكر مثالبهم، وإذا كان أبو بكر قد منع من عقاب من سبه وأبو بكر أبو بكر، وعلي منع عقاب من يكفره وعلي علي، فكيف يجوز عقاب من سب معاوية لاجتهاد أو تقليد لبعض الصحابة؟!.
سادسا: من سب الصحابي مطلقا حتى لو كان من الخلفاء الراشدين فقد أخطأ وارتكب إثما عظيما لكن لا حد في ذلك ولا عقوبة، وقد سبق أن ذكرنا أن أبا بكر رضي الله عنه منع من عقوبة من سبه كما روى ذلك أبو برزة الأسلمي في مسند أحمد بسند صحيح، وكذلك علي بن أبي طالب لم يعاقب الخوارج الذين كفروه وسبوه، فهذا منهج الخلفاء الراشدين أنهم لا يعاقبون من سبهم أو أبغضهم مع كبير قدرهم وفضلهم، فكيف يتم تشريع ضرب من سب دونه؟!
Страница 67