فأين العلم والحلم والإيمان؟!
صحيح أن الحكم بالإسلام لمن أظهر الإسلام هو الأصل لكن كيف نجرؤ أن نقول إنه كامل الإيمان مع قول النبي (ص) (لا يبغض عليا إلا منافق)[48] و(علامة النفاق بغض الأنصار!!)[49] هذه معاندة للنصوص الشرعية فضلا عن الواقع التاريخي.
أما الفتوحات في عهد معاوية فإما تكون حسنات بجانب تلك السيئات أو أن فعله ليس حبا في الإسلام وإنما للطمع في إظهار كفاءته وحرصه على المزيد من الغنائم ودلائل هذا واضحة وكثيرة قد بسطتها في كتاب (معاوية).
الملحوظة السابعة والسبعون:
أما ما نقله عن ابن تيمية ص34 من (أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة بالإجماع) فابن تيمية معروف بغلوه في مدح معاوية بالباطل، ومعروف في دعاوى الإجماع وتوسعه في ذلك محل انتقاد عند الأصوليين فضلا عن المؤرخين، بل لو لم يخالف في هذا الإجماع المدعى إلا علي وعمار وعبادة بن الصامت وأبوذر لكفى، ثم كيف يكون أفضل ملوك هذه الأمة من أخبر النبي (ص) بأنه (أول من يغير سنته)؟! وحلف عبادة بن الصامت أنه من أمراء السوء الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة لصحة حديث عمار وحديث الأغيلمة السفهاء وصح إسناد حديث ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) وإسناد حديث (يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير سنتي ) وفي لفظ (على غير ملتي)؟
كيف يكون أفضل ملوك الأمة من ارتكب أربعين كبيرة من أصل سبعين؟!
أم أن الثناء لا يأخذ في حسبانه النصوص الشرعية ولا مواقف أهل بدر؟!
الملحوظة الثامنة والسبعون:
أما ما ذكره ص34 من أنه كان (عظيم العدل)! فهذا يناقض حديث الملك العضوض وكذا حديث عمار الواصف له ولطائفته بالبغي والبغي أعظم الظلم.
ويناقض المعروف من سيرة الرجل التي كان آخرها فرض ابنه الفاسق على الأمة فأين (العدالة العظيمة)؟!!
الملحوظة التاسعة والسبعون:
Страница 65