أما ما نقله الأخ سليمان ص32 أن عمر (لم يتهم معاوية ولا طعن أحد من الصحابة في ذلك).
فهذا من جهل أخينا بالتاريخ فعمر اتهم معاوية في إمارته وأنه يترك ذوي الحاجات ببابه، وقال (لئن أطعت معاوية ليدخلني النار) وقال (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما وليت معاوية..) بمعناه، وتنبأ بأن معاوية سيطعن في هذا الأمر (الخلافة)! وقد صدقت نبوءة عمر فمعاوية ما إن تمكن حتى فضل نفسه على عمر في الخلافة -والقصة في صحيح البخاري[47]-
الملحوظة الرابعة والسبعون:
ثم ذكر الأخ سليمان ص33 إقرار عثمان لمعاوية وزيادته له في البلاد، ولم يذكر معارضة أبي ذر وعبادة بن الصامت الذي كان يحلف أن معاوية من أمراء السوء الذين حذر منهم النبي (ص)؟!
الملحوظة الخامسة والسبعون:
أما ما ذكره الأخ سليمان ص33 من الإجماع من علية القوم (على فضل معاوية وقدرته على سياسة البلاد)!! فأنا أهنئ الأخ سليمان لحسن معرفته لمعنى الإجماع؟! وأهنئه على إخراج علي وعمار (من علية القوم)؟! وكذلك إخراج عبادة بن الصامت وأبو ذر وحذيفة وأكثر أهل بدر الموجودين ذلك اليوم؟!
وأنا سبق أن قلت في مناسبات عديدة أن هؤلاء (المعاويين) لا يهمهم بدري ولا رضواني إنما يهمهم معاوية، والسبب في تأثيره فيهم أنه أوجد فكرا في الأمة يسري في مغفلي الصالحين وكان معاوية داهية بكل المقاييس ومن دهائه أنه خدع نصف الأمة -ومنهم الأخ سليمان- بأنه مأجور على كل مظلمة ارتكبها في حق الأمة.
الملحوظة السادسة والسبعون:
يقول ص33 (كما أثبت التاريخ ظلم الحجاج وفسق وسفه يزيد بن معاوية فقد أثبت إيمان معاوية وعلمه وحلمه وعظيم فتوحاته)!!
أقول: النصوص الشرعية -فضلا عن التاريخ- أثبتت بغي معاوية وظلمه وتقويضه للخلافة الراشدة إلى ملك عضوض وسبقه في تغيير سنة النبي (ص) ولعنه..كما أثبت التاريخ متاجرته بالخمر وتعامله بالربا وقتله للصالحين واستئثاره بالمال ولعنه عليا على المنابر.. الخ.
Страница 64