الملحوظة الثانية والسبعون:
أما ما ذكره الأخ سليمان ص32 من تصحيح حديث (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) فهذا كالقول بالعصمة عند الشيعة تماما!!
فإذا كان الله قد جعل الحق على لسان عمر وقلبه فلن يقول إلا حقا ولن ينوي إلا خيرا وهذا غلو والحديث لا يصح، ثم الأخ سليمان يعترف أن عمر قد أخطأ في كثير من الفتاوى، وكان عمر يقول (لولا علي لهلك عمر) ولو كان الله قد جعل الحق على لسانه وقلبه لما قال هذا ولما أخطأ في فتوى ولا حكم ولا نية ولا قول.. وهذا لا يقوله مسلم والواقع التاريخي والفقهي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤكد هذا، وأنه بشر من جملة الصحابة الذين يخطئون ويصيبون، لو كان الله قد جعل الحق على لسان عمر لكان محقا في إنكار صلح الحديبية على النبي (ص).
ولكان محقا في منع متعة الحج (مع أنها مأمور بها في القرآن)، ولكان محقا في إنكار التيمم للجنب (مع أنه موجود في القرآن الكريم)، وهكذا كثير من القضايا والفتاوى التي يطول ذكرها، فلو كان الله قد جعل الحق على لسان عمر لما أخطأ قط!! فهذا اعتقاد باطل، فغلاتنا ينكرون على الشيعة إدعاء العصمة في علي بن أبي طالب والأئمة الاثني عشر وهم محقون لكنهم يجعلونها في عمر بن الخطاب من حيث الواقع؟! والفرق بين غلاتنا وبينهم أننا لم نصرح بالقول بالعصمة تصريحا لكن الكلام السابق -الذي أخطأ من نسبه للنبي (ص)- هو عين العصمة تماما!!.
Страница 61