وعلى هذا فلو كان أكثر البدريين أحياء لرأى هذا الرجل قتلهم! لأنهم كانوا يتهمون معاوية بهذا أو يشكون في إسلامه أو يصفونه بالظلم والفجور، بل لعله لو كان في تلك الأيام لكان ممن شارك في حز رأس عمار منتظرا البشارتين بشارة معاوية بالجائزة والبشارة النبوية بالنار! نسأل الله السلامة من الغي والهوى ودغل النصب والضلالة.
والغريب أنه بعد مطالبته بقتل من يتهم معاوية بالنفاق يزعم ص31 أن هذا ليس من باب الحجر على الاجتهادات!! ثم قصر الاجتهاد في فروع الشريعة ص31 (وهذا ادعاء بدعي) وناقض نفسه فقال: (فالاجتهاد في فروع الشريعة والمسائل والمختلف فيها وترجيح ما يقتضي الدليل ترجيحه.. أمر واجب).
أقول: موضوع معاوية مما اختلف فيه من عهد الصحابة، فكان صحابة كبار على ذمه وتضليله وذم سيرته وقد أثر مدح بعض أعماله على من هم أقل من الذامين له، فعلى هذا يجوز لنا البحث فيه على أقل تقدير لكن هؤلاء (المعاويين) يقلبون الطعن في بعض المهاجرين والأنصار ولا يقبلونه في معاوية، كما سبق أن بينا.
الملحوظة التاسعة والستون:
يبدو أن الأخ سليمان ص31،32 شعر بضعف الحجة فأخذ يستعدي الدولة على المخالفين له في الرأي -الذين معهم الحق لا معه- فيطالب بأخذهم بالحديد!! والحكم عليهم!!
وأنا لا أستغرب هذا فهذا ديدن غلاة الحنابلة من قديم، فهم إن ضعفوا استعدوا السلطان على المخالفين لهم، ومدعين أنه قتل المخالفين وسجنهم ونفيهم فيه (صيانة لعقائد المسلمين)!!
الملحوظة السبعون:
ثم واصل الأخ لسيمان ص32 في سرد ما يتوهمه من مناقب معاوية، فزعم أن النبي (ص) جعله كاتبا للوحي، وقد سبق الكلام أن هذا كذب لم يصح بإسناد، ولو صح لما عصم من الذم عند سوء السيرة ومحاربة سنن النبي (ص).
الملحوظة الواحدة والسبعون:
Страница 59