قلت: إذا كان هذا رأي الأخ سليمان فهذا شيء لكن لأهل بدر رأيا آخر! تدعمه النصوص الشرعية والوقائع التاريخية.
الملحوظة السادسة والستون:
ذكر ص30 أن معاوية قد شهد حنينا وكان في جملة الذين أنزل الله سكينته فيهم!! ثم ذكر الآيات في غزوة حنين.
أقول: قد سبق الجواب على هذه الشبهة وأن معاوية كان من المعتزلين المتربصين بالنبي (ص) يوم حنين ومثل هؤلاء لا تنزل عليهم السكينة وكان كذلك من الذين أساءوا يوم حنين وسرق مع أبيه جملا، وحنين قد شهدها المنافقون وشكاكوا الطلقاء والأعراب وهؤلاء لا تتناولهم الآية بالاجماع ومعاوية كان من الطلقاء الذين يتمنون هزيمة النبي (ص) فقد جاء في الأثر ما يدل على أن حديثي الإسلام من طلقاء المكيين كانوا لا يكرهون أن تكون الصدمة والهزيمة على رسول الله (ص)؟!
لكن لعلهم مجتهدون في تمني هزيمة النبي (ص) مأجورون أجرا واحدا!!
وقد حاول بعض الطلقاء اغتيال النبي (ص) يوم حنين ولو فعل لكان على منهج هؤلاء متأولا مجتهدا وله أجر واحد فقط!!
فكل شيء يمكن أن يفعله الطلقاء ويؤجرون عليه عند هؤلاء (المعاويين( حتى لو قتلوا النبي (ص)؟! فماذا يضر لو تم قتل النبي (ص) بحنين؟! فيجمع الله بين النبوة والشهادة؟! فليس له من الأمر شيء؟! فأمر الذين قتلوه -لو حصل - إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم بتأويلهم واجتهادهم؟! هم اجتهدوا ورأوا أن قتل النبي (ص) تصفو به النفوس ويرون أنه كفء لمن قتل من أقاربهم ببدر وأحد..!!
كيف نحكم على القتلة -لو حصل- بأنهم مرتدون، مع أن القتل معصية فقط من المعاصي التي تغفر، بحسنات ماحية أو مصائب مكفرة... الخ.
الشرك فقط لا يغفر؟! أما القتل فمعصية إن فعلها المتأول المجتهد فهو مأجور في الحالتين سواء أصاب أو أخطأ؟! ألم يصح الحديث (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد)؟!
Страница 57