ثم أكثر أصحاب هذه المنطقة يوافقون في ذم المنافقين وأجلاف الأعراب وظلمة الطلقاء ولم يبق إلا الخلاف في نفر يسير قد لا يتجاوزون الخمسة ومثل هذا يقع فقد كان الصحابة أنفسهم يختلفون في أناس هل هم من المنافقين أم من الصالحين فبعضهم يتهمهم بالنفاق والبعض يبرئهم، ولم يعد بعضهم بعضا مبتدعا لاختلافهم في هؤلاء[46].
الملحوظة الثانية والستون:
ثم نقل الأخ سليمان ص29 قول أبي زرعة (إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق)!.
أقول: وبهذا ذممنا معاوية فلم يكن ينتقص فقط!! ولم يكن يقتصر على واحد من أصحاب رسول الله (ص) فقط!! ولم يكن يقتصر على الطعن باللسان فقط!!
فهذا يصبح زنديقا على منهج أبي زرعة ولم أجد من فرق المسلمين من متهم معاوية بالزندقة إلا المعتزلة فهم يعتبرون معاوية زنديقا وهذا يتفق مع نظرية أبي زرعة، لكننا لا نسلم بحرفيتها ونكتفي بالقول: إنه ظالم باغ فقط ، فمن قال هذا فقد التزم بالنص المتواتر، ومن زاد وشكك في إسلام معاوية فمن حقه هذا لأنه يكون قد اتبع بعض المهاجرين كعمار بن ياسر لكن التمسك بالنص أولى وأحوط مع أنه قد يمكن الجمع بتكلف بين الظلم والزندقة.
الملحوظة الثالثة والستون:
ثم ذكر ص30 أنه لا ينزه معاوية من الخطأ!! وهذه كلمة خفيفة جدا تنطبق على الصالحين وغيرهم حتى أفضل الصحابة لا ينزه من الخطأ فقد يصدر منه، ثم مع هذه الخفة والرقة استدرك قائلا : ( ولكن طعن من طعن فيه من هؤلاء فساد!!) هكذا كلمة فاسدة!! ليس لها توضيح.
الملحوظة الرابعة والستون:
ثم أثنى ص30 على معاوية بأنه علم في الأمة!! طلب المجد فارتقاه!!
قلت: نعم، ولكن على جماجم البدريين وأعراض المهديين!!
الملحوظة الخامسة والستون:
ثم ذكر ص30 أن معاوية ظهر صدقه وعفافه وحلمه وعدله واهتمامه برعيته وحسن سياسته لهم!!
Страница 56