معاوية بغى وتعامل بالربا وشرب المسكر وتاجر بالخمر وقتل الصالحين ولعن البدريين وأتى بالملك العضوض وفوض أمر الأمة إلى يزيد وقتل حجر بن عدي صبرا وقتل الحكم بن عمرو الغفاري وسلط زيادا وسمرة بن جندب على أصحاب علي وسم الحسن وفعل وفعل فهل نترك هذا لأجل رؤيته للنبي (ص)؟!
هذا لا يقوله منصف لكن الغلاة يذمون الغلو وهو متوسد بين جوانحهم، فالأخ سليمان هنا ينظر النظريات التي يلزم منها تكفير المهاجرين والأنصار الذين كانوا يذمون معاوية لأنه يجعل من يطعن في معاوية يؤدي في النهاية إلى جحد القرآن وتكذيب الرسول (ص)؟! وقد كان أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار يتبعون عمارا يوم صفين كأنه لهم علم وقد كان يشكك في إسلام معاوية فضلا عن الطعن فيه بالبغي وتغيير السنن فهذه جاءت بها النصوص الصحيحة.
إذن فالقول بأن الطعن في معاوية جحد للكتاب وطعن في الرسول فرية على علي وعمار وعبادة وأبي ذر وغيرهم من الصحابة الذين كانوا يذمون معاوية وبعضهم كان يتهمه بالنفاق ويكفره، وبعض العلماء كان يلعنه أو يذمه ذما شديدا كسالم بن أبي الجعد وعبيد الله بن موسى وابن الأمير الصنعاني والمقبلي والشوكاني وابن شهاب وابن عقيل وغيرهم فهل سمعتم بأن هؤلاء جحدوا الكتاب وكذبوا الرسول (ص)؟!
هذا هو النصب في (الغلو الحنبلي) الذي حدثتكم عنه فزعمتم أنني أبالغ ومنشغل بأمور غير مهمة! كيف وهذا الرجل يلزم من كلامه تكفير نصف الصحابة ونصف التابعين على الأقل.
ثم إذا كان الطعن في معاوية يقود إلى تكذيب القرآن والطعن في الرسول (ص) فالطعن في علي ولعنه على المنابر أبلغ وأولى؟!.
فلماذا هذا التناقض والازدواجية؟!
الأخ سليمان يعتبر الطعن في معاوية تكذيبا للقرآن؟ أما لعن علي فيعتبر صاحبه مأجورا أجرا واحدا فقط؟! وبعد هذا كله تقول: لسنا نواصب نحن وسط بين الروافض والنواصب! ونحن نحب أهل بيت رسول الله (ص)!! ونحن ونحن..؟!
Страница 54