ثم الأخ سليمان ينقل هكذا (عن أئمة السلف) وهذا نقل كاذب فلم يصح هذا القول عن أحد منهم[43].
- أيضا الأخ سليمان لم يكن أمينا في نقل هذا النص وصوابه عن أبي موسى بن هارون قال: (بلغني عن بعض أهل العلم وأظنه وكيع أنه قال: معاوية بمنزلة حلقة الباب من حركه اتهمناه على من فوقه).
فهذا إسناد ضعيف لم يصح عن وكيع فانظر كيف حرفه العلوان، وجعله (عن أئمة السلف)!! ولم ينتبه للبلاغ الصريح في الإسناد ولم ينتبه لظن موسى بن هارون! وغفل كذلك عن تشيع وكيع!! فلن يقول وكيع مثل هذا الكلام.
الملحوظة الستون:
ثم نقل عن الربيع بن نافع (الشامي الحلبي!!) أنه قال: (معاوية ستر أصحاب النبي (ص) فإذا كشف الستر اجترأ على ما وراءه)أه.
ثم أتبع الأخ سليمان هذا القول مهولا بقوله: وساق ذلك إلى جحد الكتاب وتكذيب السنة والطعن في رسول الله!!
قلت: الله أكبر، يصبح تصديق النبي (ص) طعنا فيه، والقول بنص القرآن تكذيبا له؟! فهل هذه هي الموازين التي يتحدث عنها الأخ سليمان؟!
ثم الربيع بن نافع حلبي شامي غير مشهور بالعلم، والشاميون لا يؤخذ مدح معاوية ولا ذم علي وعمار وقد بينا هذا أكثر من مرة.
ثم يجاب على هذا الباطل الذي قاله الربيع بما أجبنا سابقا من أنه على هذا المقياس الفاسد يصبح الطعن في نبوة مسيلمة طريقا للطعن في النبوات!! ويصبح التشكيك في ألوهية هبل تشكيك في ألوهية الله عز وجل، وهكذا فالمقاييس عجيبة عند هؤلاء القوم، وهم نسوا أن كثيرا من أهل بدر ذموا معاوية ولم يدفعهم هذا لجحد الكتاب ولا الطعن في الرسول، بل هم حماة الكتاب والسنة من الظلمة والفاسقين المغيرين للسنن المخالفين للكتاب.
ثم إذا كنا متبعين للشريعة في تقييم معاوية فما الخطورة في ذلك؟!
هل نحيد الشريعة ويصبح معاوية فوق النصوص الشرعية؟.
Страница 53