أقول: أبو هريرة رضي الله عنه ليس من شأني ولم أطعن فيه، وإنما يطعن فيه آخرون كالدكتور عبد الجواد ياسين وأبي رية وغيرهم، وقد سبقهم بعض علماء الكوفة، كما دافع عنه آخرون كتبهم معروفة في الساحة، والأمر يحتاج لبحث منصف بلا أحكام مسبقة، فإن كان قد أخطأ في أحاديث أو خلط بين وصل وإرسال فلا مانع من تخطئته وتخطئة من هو أفضل منه.
لكنني لا أظن أن الرجل كما يصوره الأخوة الناقدون، وليس مبرأ من النسيان والوهم كما يزعم الأخ العلوان ص26[42].
أما معاوية فما الذي جعله في مرتبة أبي هريرة رضي الله عنه؟!
ثم لا يجوز المنع من نقد صحابي أو اثنين بناء على زعم باطل بأن هذا درج لنقد الآخرين!!
الله أكبر! وكأن غلاة الحنابلة لم ينتقصوا عليا وأهل بدر؟!
الملحوظة التاسعة والخمسون:
أما ما نقله ص28 عن أئمة السلف (هكذا!!) من أنهم كانوا يقولون (معاوية بمنزلة الباب من حركه اتهمناه على من فوقه)!!.
أقول: هذا نقل مكذوب على أئمة السلف، والقول نفسه باطل، لأنه على هذا يكون من شكك في نبوة مسيلمة فقد فتح الباب في التشكيك في كل النبوات!! ثم الغلاة من السلفية قد طعنوا في هو من فوق معاوية بكثير كأبي ذر وعمار وعلي والخارجين على عثمان فكلهم يذمون الخارجين على عثمان وفيهم صحابة أفضل من معاوية!!
فكلهم يذمون عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو رضواني، ويذمون عمرو بن الحمق الخزاعي وهو مهاجر ، ويذمون حرقوص بن زهير راس الخوارج وهو أفضل من معاوية فقد شهد بيعة الرضوان.
فإذا كان الطعن في بعض أهل بيعة الرضوان لا يلزم منه الطعن في الصحابة فكيف يكون الطعن في طليق ابن طليق بابا للطعن في الصحابة؟ بل هؤلاء يطعنون في الفاضل ويدافعون عن المفضول، وهي سياسة شامية ناصبية قديمة لا أدري كيف تسربت إلى العقائد الحنبلية، وإلا فكيف يكون الطعن في الرضوانيين مشروعا بينما الطعن في ظلمة الطلقاء يعتبر بابا للطعن في أهل بدر وأهل بيعة الرضوان ؟!
Страница 52