أما ما ذكره ص26 في الهامش أيضا من أن أهل السنة يحبون أهل البيت بدون غلو ولا إطراء ويذبون عن أعراضهم وحرماتهم.
أقول: لم يدافع عن أهل البيت من السنة إلا قليل كالنسائي وابن عبد البر والحاكم وابن الأمير وابن الوزير وابن شهاب وابن عقيل وعبيد الله بن موسى ونحوهم وقد لقي هؤلاء الإتهامات أو النفي أو القتل من غلاة السلفية والنواصب .
أما عامة أهل السنة وخصوصا المعاصرين فللأسف مقتصر على الدفاع عن الخلفاء الثلاثة ثم يقفزون إلى معاوية!! وهذا ملاحظ وظاهر جدا، ولو شئت أن أنقل للأخ سليمان عشرات من هذا الدفاع لفعلت.
لكن ليعطيني أسماء من دافعوا عن الإمام علي أو الحسين أو زيد بن علي أو الصادق أو نحوهم من أهل البيت الكبار، بل إن كف غلاة الحنابلة شرهم عن أهل البيت فهذا خير كبير، فنحن نرضى لهم الإمساك عن الشر فالإمساك عن الشر صدقة، ولا نعرف في التاريخ أن حنبليا دافع عن أهل البيت إلا وأخذ منهم أكثر مما أعطى.
وقد ذكرنا في كتاب العقائد أن النصب موجود عند الحنابلة لكنه خفي لا يظهر للعوام وقد لا يشعر به هؤلاء الغلاة أيضا لأنهم يعتمدون على ملخصات لخصها لهم بعض نواصب الحنابلة (النصب هنا أقصد النصب المعتدل لا الغالي فمعاذ الله أن يكون نصب الحنابلة واضحا كنصب معاوية ويزيد وزياد ومروان.. ولو كان كذلك لما بقي في الأمة)[40].
الملحوظة الرابعة والخمسون:
أما ما ذكره ص27 من أن أهل السنة وسط بين الرافضة والنواصب فهذا صحيح في بعض أهل السنة لا كلهم، أعني صحيح في أمثال ابن عبد البر والنسائي لا في ابن تيمية وابن كثير والبربهاري.. الخ.
فأهل السنة ليسوا على رأي واحد في هذه المسائل وهم مراتب في الإنصاف بحسب اقترابهم من الحقائق.
لكن الأصل أن السنة استخدمتهم السلطات في حرب الشيعة والخوارج فلذلك غالبا لا يكونون منصفين إلا القلة منهم التي أشرنا لبعض أسمائهم.
Страница 49