الملحوظة الخامسة والأربعون:
ذكر الأخ سليمان ص35 أن آخر (صب شآبيب غضبه على معاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير)
أقول: ليس المسألة مسألة غضب وإنما إنكار المنكر على أهله، ثم ما الذي أدخل عبد الله بن الزبير مع معاوية وعمرو بن العاص؟!!.
صحيح أن ابن عمر وابن عباس وأبي برزة الأسلمي كانوا يتهمون ابن الزبير يحب الدنيا وأنه ما خرج إلا لها، روي عنهم ذلك بأسانيد بعضها في الصحيح لكن الذي نراه والله أعلم أن ابن الزبير خرج على بني أمية لله لظلمهم وفجورهم وأثرتهم وفسقهم، وأنه كان أولى بالأمر من الفاسق يزيد ومن مروان وابنه عبد الملك.
لكن ابن الزبير في الوقت نفسه أساء لبني هاشم ولم يستطع كسب مودة بقية الصحابة بمكة والمدينة لصعوبته في التعامل مع تعبده وصلاحه وشرف بيته، فخسر الله بن عباس وابن الحنفية ونحوهم.
وقد أثر عنه أنه قطع الصلاة على النبي (ص) في الخطبة حتى يغيض بني هاشم وهذا لا أظنه صحيحا عنه ويحتاج لبحث.
لكن الخلاصة أن ابن الزبير رضي الله عنه من أبناء الصحابة العباد الزهاد وهو من التابعين بإحسان وما حصل منه من منافسة لابن عباس أو غيره من بني هاشم لا نقف منها موقف المستريب فهو ابن حواري رسول الله (ص) وأمه أسماء وجده الصديق وخالته عائشة ومن حقه أن ينافس ابن عباس أو ابن الحنفية لكن ليس من حقه ظلمهم ولا من حقهم ظلمه، واختلافاتهم تحتاج لبحث.
ويكفي ابن الزبير أنه لم يهادن ظلمة بني أمية وصبر حتى مضى شهيدا رضي الله عنه، فهذا هو ابن الزبير رضي الله عنه ولا أدري كيف قرنه الأخ سليمان مع معاوية؟! فالفرق بين الرجلين كبير.
أما عمرو بن العاص فلا ريب أنه أسلم قبيل فتح مكة لكنه اتبع معاوية على الدنيا وأخلص له في مقاومة أهل بدر ومحاربة الخليفة الشرعي وقد ندم آخر حياته وهذا مما يرجى له والله أعلم.
Страница 44