وإذا عذرنا معاوية وهو معاصر لهم ويعرف فضلهم ويمكنه أن يسأل أهل الذكر عند جهله فما بالنا لا نعذر من جاء بعد عصر الصحابة بدهر طويل سواء كان شيعيا أو ناصبيا؟! فالعذر بالجهل في التابعين ومن بعدهم فيهم أكثر تحققا ممن لقي عليا أمامه في بدر وأحد والخندق!!
الملحوظة الأربعون:
وذكر الأخ سليمان ص23 أن من طعن في الصحابة وأطلق فيهم لسانه بلا برهان لا يصدر (إلا ممن قل دينه وعظم ظلمه وأسود قلبه وبلغ الجهل منه بالكتاب والسنة وسيرة القوم مبلغا عظيما).
أقول: وهذا ما قلناه فيمن حارب الصحابة من الطلقاء وأجلاف الأعراب بأن دينهم قليل وظلمهم عظيم وقلوبهم مريضة أما جهلهم بالكتاب والسنة وسيرة القوم فلا أظن أن الجهل بلغ بهم أنه يرى شرعية لعن علي وقتل عمار واغتيال محمد بن مسلمة وسم الحسن وقتل حجر بن عدي صبرا.. الخ.
نعم قد يجهل من يسب عليا من المتأخرين في القرن الثاني أو الثالث وقد يعذر عند الله أما الطلقاء فلا يجهلون من هو عمار بن ياسر ولا علي بن أبي طالب؟!
فهم يعرفونهم من أيام الفترة المكية!!
فإذا جهلوهم مع هذه المدة الطويلة والمضادة ثم الملاصقة فما عساهم أن يعرفوا؟!
الملحوظة الواحدة والأربعون:
أما ما نقله عن ابن تيمية ص23 من أن الطلقاء كمعاوية ويزيد أخيه وعكرمة وصفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو قد ثبت إسلامهم بالتواتر وبقاؤهم عليه حتى الموت... فهذا الكلام ليس على اطلاقه فبعض الطلقاء ارتد كربيعة بن أمية بن خلف.
وأما السابقة أسماؤهم فما ذكره ابن تيمية صحيح لم يشك في إسلامهم أحد ما عدا معاوية[38] فقد شك في إسلامه عمار بن ياسر وغيره وكان عمار يقول: (والله ما أسلم القوم ولكن استسلموا حتى وجدوا على الحق أعوانا)[39]!!.
Страница 42