أخرى، ولكنها على كل حال لا تخلو من الألم، ومن الألم اللاذع الممض أحيانا.
ومصدر الشقاء المتصل الذي ألح على أبي العلاء نحو خمسين سنة من عمره هو أن الله لم يهده إلى الإيمان بالنبوات.
5
لم يؤمن بها، ولكنه في الوقت نفسه لم يقطع برفضها كلها، وإنما كان يسأل نفسه بين حين وحين: من يدري؟ لعل بعض هذه النبوات حق، ولعل بعض ما جاءت به أن يكون صحيحا. وإذن فويل لي إن صح ما جاءت به،
6
ولم ألائم بينه وبين سيرتي العملية. ولكن أي سيرة عملية، وكيف تكون الملاءمة بين سيرتي وبين هذه النبوات المختلفة، أأسير سيرة اليهود؟ فإني أعيب عليهم كثيرا من أعمالهم وأقوالهم. أأسير سيرة النصارى؟ فإني أعيب عليهم كثيرا من أقوالهم وأعمالهم، أأسير سيرة المسلمين؟ فإني أعيب عليهم كثيرا من أقوالهم وأعمالهم أيضا، أم أسير سيرة أهل الهند؟ أم أسير سيرة الفرس؟ فما أكثر ما أعيب على أولئك وهؤلاء
7
من الأقوال والأعمال. ومع ذلك فماذا أصنع إن صح ما تنبئنا به هذه الديانة أو تلك؟
أرأيت إلى هذه الحيرة المتصلة
8
Неизвестная страница