باب في ذكر بدء الوحي وذكر الإسراء برسول الله صلى الله عليه
وسلم وذكر هجرته إلى المدينة
18 - روى معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الوحي.
وفي رواية: الحق وهو الوحي أيضا، وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فقلت ما أنا بقارئ)).
قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: لي اقرأ.
((فقلت: ما أنا بقارئ)).
فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني.
فقال: اقرأ.
((فقلت: ما أنا بقارئ)).
فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني.
فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} حتى بلغ {ما لم يعلم}.
قال فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
ثم قال: ((يا خديجة مالي؟)) فأخبرها الخبر وقال: ((قد خشيت على نفسي)).
Страница 182