Mabahith fi al-Tafsir al-Mawdhu'i
مباحث في التفسير الموضوعي
Издатель
دار القلم
Номер издания
الرابعة ١٤٢٦ هـ
Год публикации
٢٠٠٥ م
Жанры
في يد واحدة أمكن لأمر الرسالة وأقوى لسلطان الدولة، وأدعى لنشر العدالة. وبعد أن تبوأ يوسف ﵇ هذه المكانة عند الملك ورجال الدولة، وفي قلب الجماهير مما جاء التعبير عنه على لسان الملك ﴿قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ [يوسف: ٥٤]، جاء دور يوسف لإملاء شرطه الثالث والأخير: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥] .
أفليس الإرجاء كان الأفضل وأن اختيار الله ﷾ هو الخيرة وفيه الفلاح والنجاح.
﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يوسف: ٥٦، ٥٧] ١.
٤- ولا نغفل أن في هذا الإرجاء في قصة يوسف ﵇ خاصة، كان لون من ألوان التربية الربانية وبيان سنة في دعوات الله ﷾ فإن السجن وما فيه من تذوق مرارة الحرمان، وقطع الاعتماد على الأسباب وتقوية الصلة بالله ﷾ والتوكل عليه.
إنها مدرسة الدعاة إلى الله ﷾. فهذه الحكمة لا تقل عن الحكم الثلاث الأولى.
١ لفظه التمكين في القرآن الكريم لا تأتي إلا للشيء الذي لا تسعفه الأسباب المادية من الوصول إليها، فيأتي بأسباب وتدابير ربانية غير عادية.
1 / 216