إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد كَانَ الْخُلَفَاء الراشدون من الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم بمعزل عَن هَذِه الألقاب وَاخْتلف فِي بنى أُميَّة هَل كَانَ لَهُم ألقاب نَحْو ذَلِك فَذكر القضاعى فِي عُيُون المعارف فِي أَخْبَار الخلائف أَن خلفاء بنى أُميَّة لم يتلقب أحد مِنْهُم بألقاب الْخلَافَة وَإِنَّمَا ابتدىء ذَلِك فِي الدولة العباسية وَحكى ابْن حزم فِي بعض مصنفاته أَن خلفاء بنى أُميَّة تلقب مِنْهُم جمَاعَة بألقاب الخ ٤ لافة وَأَن أول من تلقب مِنْهُم بألقاب الْخلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان (١٨) وَأَن لقبه كَانَ النَّاصِر لحق الله ثمَّ تبعه بَاقِي خلفاء بنى أُميَّة على التلقيب على مَا سَيَأْتِي فِي تراجمهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ ابْن حزم وَلَيْسَ بِصَحِيح
أما خلفاء بنى الْعَبَّاس فَلَا نزاع فِي جَرَيَان ألقاب الْخلَافَة عَلَيْهِم من بَدْء أَمرهم وَإِلَى آخر وَقت وَقد اخْتلف فِي لقب أبي الْعَبَّاس السفاح أول خلفائهم فَقيل الْقَائِم وَقيل المهدى المرتضى ثمَّ تلقب أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر بعده بالمنصور واستمرت الألقاب جَارِيَة
1 / 22