248

قال إبراهيم بن غسان: فخرجت وضربت الطبل ووافى الألف الفارس إلى موضع قرب قصور عبد الله بن طاهر، فأشرف علينا من مستشرف له فعبيت أصحابي، وركضت فرسي، فتبعوني حتى إذا صرنا في اليوم الثالث إلى نسا على فرسخ منها، فضضت الكتاب، فإذا فيه: سر على بركة الله وعونه، فإذا كنت على فرسخ [من نسا] فعب أصحابك تعبية الحرب، وادخل نسا وأنفذ قائدا من قوادك في ثلاثمائة [حتى] يأخذ على صاحب البريد داره، فيحدق بها هو وأصحابه، وأنفذ إلى باب عاملها خمسمائة تحذرا من وقوع حيلة ببيعة في أعناقهم لمحمد بن القاسم، وسر في أصحابك إلى محلة كذا وكذا دار فلان بن فلان، فادخل الدار الأولى، ثم انفذ منها إلى دار ثانية، [فإذا دخلتها، فانفذ] منها إلى دار ثالثة، فإذا دخلتها فارق على درجة منها على يمينك، فإنك تصير إلى غرفة فيها محمد بن القاسم العلوي الصوفي، ومعه [91] رجل من أصحابه، يقال له: أبو تراب، فاستوثق منهما بالحديد استيثاقا شديدا، وأنفذ إلي بخاتمك مع خاتم محمد بن القاسم لأعلم ظفرك به قبل كتابك، وأنفذ الخاتمين مع الرسول، ومره فليركض بهما ركضا حتى يصير إلي في اليوم الثالث إن شاء الله [تعالى] ثم اكتب إلي بعد ذلك بشرح خبرك، وكن على غاية التحرز والتحفظ والتيقظ حتى تصير به، وبصاحبه إلى حضرتي.

Страница 349