معارج القبول بشرح سلم الوصول
معارج القبول بشرح سلم الوصول
Редактор
عمر بن محمود أبو عمر
Издатель
دار ابن القيم
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Место издания
الدمام
Жанры
الْمَزِيدِ لَا يَعْلَمُ سِعَتَهُ وَعَرْضَهُ وَطُولَهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى فِي كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ قَالَ: فَيُخْرِجُ غِلْمَانٌ الْأَنْبِيَاءَ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ. وَيُخْرِجُ غِلْمَانٌ الْمُؤْمِنِينَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ يَاقُوتٍ. قَالَ: فَإِذَا وُضِعَتْ لَهُمْ وَأَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ بَعَثَ اللَّهُ ﵎ رِيحًا تُدْعَى الْمُثِيرَةَ تُثِيرُ عَلَيْهِمْ آثَارَ الْمِسْكِ الْأَبْيَضِ تُدْخِلُهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِمْ وَتُخْرِجُهُ فِي وُجُوهِهِمْ وَأَشْعَارِهِمْ فَتِلْكَ الرِّيحُ أَعْلَمُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِذَلِكَ الْمِسْكِ مِنَ امْرَأَةِ أَحَدِكُمْ، لَوْ دُفِعَ إِلَيْهَا ذَلِكَ الطِّيبُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ: ثُمَّ يُوحِي اللَّهُ ﷾ إِلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ فَيُوضَعُ بَيْنَ ظَهَرَانَيِ الْجَنَّةِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمُ الْحُجُبُ، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ أَطَاعُونِي فِي الْغَيْبِ وَلَمْ يَرَوْنِي وَصَدَّقُوا رُسُلِي وَاتَّبَعُوا أَمْرِي؟ فَسَلُونِي فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ. قَالَ: فيجتمعون على كملة وَاحِدَةٍ: رَبَّنَا رَضِينَا عَنْكَ فَارْضَ عَنَّا قَالَ: فَيَرْجِعُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِمْ أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَوْ لَمْ أَرْضَ عَنْكُمْ لَمَا أَسْكَنْتُكُمْ جَنَّتِي، فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ فَسَلُونِي قَالَ: فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ: رَبِّ وَجْهَكَ، رَبِّ وَجْهَكَ، أَرِنَا نَنْظُرْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَيَكْشِفُ اللَّهُ ﵎ الْحُجُبَ وَيَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَغْشَاهُمْ مِنْ نُورِهِ شَيْءٌ لَوْلَا أَنَّهُ قَضَى عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَحْتَرِقُوا لَاحْتَرَقُوا مِمَّا غَشِيَهُمْ مِنْ نُورِهِ. قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ قَالَ: فَيَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَقَدْ خَفَوْا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ وَخَفَيْنَ عَلَيْهِمْ مِمَّا غَشِيَهُمْ مِنْ نُورِهِ، فَإِذَا صَارُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ يُزَادُ النُّورُ وَأُمْكِنَ، وَيُزَادُ وَأُمْكِنَ، حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى صُوَرِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قَالَ: فَيَقُولُ لَهُمْ أَزْوَاجُهُمْ: لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا عَلَى صُورَةٍ وَرَجَعْتُمْ عَلَى غَيْرِهَا. قَالَ فَيَقُولُونَ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَجَلَّى لنا فنظرنا منه إِلَى مَا خَفَيْنَا بِهِ عَلَيْكُنَّ، قَالَ: فَلَهُمْ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ الضِّعْفُ عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ، قَالَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ ﷿: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ١. وَلِابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْهُ ﵁ فِي قَوْلِهِ ﷿: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾
١ ابن بطة "حادي الأرواح ص٣٦٥-٣٦٦" والبزار "حادي الأرواح ص٣٦٥-٣٦٦" وسنده ضعيف فيه القاسم بن مطيب وهو يستحق الترك "انظر الميزان ٣/ ٣٨٠" وقد تقدم حديث أنس في هذا الباب فانظره.
1 / 331