أنا
فيما فعل بي من الحبس، وأنا غير مستحق له، بمنزلة صبي حد، وبما قيل عني من الكذب وأنه مستحيل، بمنزلة من قيل عنه، وهو طفل لم يبلغ القعود، إنه ظلم الناس، وهو تفسير البيت الذي يليه.
وقوله: (الوافر)
أُحَادٌ أمْ سُداسٌ في أحَادِ ... لُيَيْلَتُنَا المَنُوطَةُ بالتَّنادي
قال: كأنه قال: أواحدة أم ست؛ لأن ستا في واحدة ست.
والتنادي: يريد تنادي أصحابه بما يهم به؛ ألا ترى إلى قوله: (الوافر)
أُفَكَّرُ في مُعَاقَرِة المَنَايا. . . . . . . . .
وأقول: إن هذا الذي ذكره ليس فيه طائل ولا له معنى سائغ. وقد كثر الاختلاف في تفسير هذا البيت، والأظهر فيه ما ذكره الواحدي وهو أنه أراد بقوله: سداس في أحاد: سبعة لأنه جعل (الواحد) طرفا للستة ولم يرد الضرب الحسابي، وتلك أيام الأسبوع تدور إلى آخر الدهر. والتنادي: يريد به يوم القيامة، فكأنه قال لما استطال ليلته: أهذه الليلة واحدة أم أيام الأسبوع التي تدور أبدا فهي متصلة بيوم القيامة؟