То, что остается каждой ночью из ночи
ما يتبقى كل ليلة من الليل
Жанры
كل ما خبرته يصبح في سقط المتاع، كل شيء؛ أقصد كل شيء، لا أدري حتى ذكريات طفولتك تأتي إليك الآن بيضاء، تلونها بالريح العنيفة، تصب عليها زيت الكحل الأسود والأمطار، تشويها في شمس لا تشرق إلا ليلا، تستدعي شياطين أيامك الماضيات أيقونة أيقونة، يتبولون في أنفك، تتمشى بها وعليها، تزني فيها، تقول: إن الله هنا أيضا، ولا يسعفك الله، تستدعي طبول قبيلتك الكبرى، جدك الخاص برمرجيل، أحفادك غربان الفضاء الشاسع، تقرأ في أذن الأشياء دائرة إبليس مشوهة بدم الحلاج، لا يسعفك الحلاج، والمنفي يمضي، يهرول ما بين المنفى والمنفي، تغمر خيشومك أغبرة العدو، تمائم جدتك: أيها السحرة، يا آبائي السحرة، شياطين أمتي الهائمون في الغابات، يا طبول أحبتي، أقصد أني أنده ربا نوبيا قديما قتلته لعنتي قبل أن أولد بمليون عام ونيف: «أباد أماك».
كل ما أنت فيه هو الوطن، كل الجراح التي تنزف ذهبا وبرتقالا، كل البنيات الشهيات في الخرطوم وفي غير الخرطوم، أغنيات الجاز، نائحات بوب مارلي
The Wailers ، على أنهار بيتك حيث جلست وبكيت، وأنت لا تتذكر شيئا، قلبك أبيض أملس كالزيت، ذاكرتك مشحونة بالفراغ، كأنما لا رب لك، لا بيت لك، لا نشيد لك، لا توراة، لا قرآن، لا شيطان لك، أنت لك، ما أقبحك!
المنفى لا يعني في كل الأحوال المنفى، قلبك منفاك الأعظم.
19 / 3 / 2013
امرأة مثل دبيب النمل على الجرح
مهمتنا أن نأثم، لا أن أغفر لها، ومهمتها أن تخون جسدها وروحي، كالذي يبيع نفسه لنخاس؛ لكي يشتري بثمنها حريته مرة أخرى، وحدها لها الحق في أن تخونني! أن أعثر عليهم في خريطة جسدها المنهك: أظافرهم في حنيات إبطيها، شوارب مبعثرة في صدرها، دمامل الاشتهاء ودم الذبائح المغدور بها، فيخ السرر، فوران جراحات الروح المستعصية على البرء، البعض يوقع في أحراش العانات ومتاهات الشفتين حضوره؛ أي في دفترها لخيانات الأمس!
كانت تصرخ في بنطالي، في سروال الوقت المقدود، على جرحي: أحبك.
فأشم من بين أسنانها شواء العهر المشوي على جمر الفعلات، قبلات الريح العابرة السكرى على شفتيها، همسات رجال شتى ورماد الكأس، كانت تصرخ في رئتي بهواء مخنوق مدم: إني أكرهك، سأكرهك!
تتجول عارية في الصالة الواسعة، يلاحظ أن فخذيها أكبر حجما، وبالوشم المرسوم على نصف الظهر طيور جارحة، وبعينيها آثار شجار الأمس المحموم، وكل ما تبقى من محاولة انتحارها الكاذبة، كذبتها، كانت تجوب الصالة مشيا محزونا، وقد شربت كل زجاجات الخمر المنسي في جنبات البيت، وتحت فراش النوم، وفي وجر الجيران، نفدت علب سجائرها، مصتها بجنون، ولأن العسكر يحرسون الليل فلا أمل لشراء شيء قد ينقذ شهوتها للتدخين وللخمر غيري، أن تنهشني، أن ترقص في جسدي رقصتها للخمر وللدخان.
Неизвестная страница