فرع ينهب - إلي شرح يحضب - يزل بين «والأخيران ولدا الأول» - نشا كرب يمن يهرحب.
ملكة سبأ
لا يطعن عدم ذكر ملكة سبأ في النقوش ولا بين الأسماء التي ذكرناها آنفا في صحة وجودها؛ فلقد ورد ذكرها في التوراة والتلمود والقرآن الكريم، ففي التوراة ورد في الإصحاح العاشر من سفر الملوك الأول، الآيات من 1-14 ما خلاصته أن ملكة سبأ سمعت بخبر سليمان، فأتت إلى أورشليم بموكب عظيم، بجمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا وحجارة كريمة، وامتحنته بمسائل، فأخبرها بكل كلامها، وأنها لما رأت حكمة سليمان والبيت الذي بناه، وطعام مائدته، ومجلس عبيده ... إلخ. قالت إنها لم تصدق الأخبار حتى أبصرت بعينيها، وأنها رأت ضعف ما سمعت، وقدست إله إسرائيل، وأن الملك سليمان أعطاها كل مشتهاها الذي طلبت، فانصرفت وذهبت إلى أرضها هي وعبيدها، وفي الكتب الدينية اليهودية كالتلمود والترجوم تفصيلات وشروح مما ورد في التوراة.
أما القرآن الكريم فقد ورد فيه ذكر سبأ في موضعين، الأول في سورة النمل الآيات من 24-44 وفيه تفصيل لزيارة ملكة سبأ لسليمان، والموضع الثاني في سورة سبأ الآيات من 15-19 وفيه ذكر لسد مأرب وسيل العرم وتفرق القبائل، وهذا الموضع الثاني سنعود إليه عند الكلام عن سد مأرب.
أما قصة ملكة سبأ الواردة في سورة النمل، فخلاصتها أن سليمان عليه السلام تفقد الطير فلم يجد الهدهد، فلما جاء الهدهد قال لسليمان أنه جاء من سبأ، وأنه وجد امرأة تملكهم تسجد هي وقومها للشمس، وأن سليمان بعث معه بكتاب ألقاه للملكة يطلب فيه ألا تعلو الملكة عليه وأن تأتي إليه مسلمة، وأن الملكة جمعت قومها وشاورتهم في الأمر، فقالوا أنهم قوم أولو قوة وأنهم رهن أوامرها، وأنها أرسلت بعد ذلك إلى سليمان بهدية تصانعه بها، فلما وصلت الهدية «أو الرشوة» سليمان لم يقبلها وأظهر أنه أغنى منها، ثم هدد بأن يرسل إلى بلادها جنودا لا قبل لهم بها، وأنها على أثر هذا التهديد جاءت إلى سليمان الذي شيد لها صرحا ممردا من قوارير ووضع فيه عرشها، وأنها بعد أن رأت ما رأت، قالت:
رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .
ويمكننا أن نستنتج من الآيات القرآنية التي وردت في ملكة سبأ ما يأتي: (1)
أن رسول سليمان عرف أخبار دولة جديدة على جانب من الغنى كانت تملكها امرأة. (2)
أن أهل هذه الدولة كانوا يعبدون الشمس
وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله . (3)
Неизвестная страница