الأحقاف 46، آية 21-26. (7)
القمر 54، آية 18-21. (8)
الحاقة 69، آية 6-8. (9)
الفجر 89، آية 6-8.
وتدل هذه الآيات القرآنية على أن قوم هود استكبروا في الأرض بغير الحق، واعتزوا بقوتهم، فأرسل الله إليهم رسله لينهوهم عن عبادة الأوثان، وينذروهم عذاب يوم عظيم، وكان آخر من أرسل إليهم هودا عليه السلام، فكذبوه فعاقبهم الله تعالى بأن أرسل عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فأبادتهم فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم.
وكانت هذه القبيلة تسكن أرض الأحقاف، التي تقع إلى الشمال الشرقي من حضرموت في جنوب الربع الخالي.
ولا نستطيع أن نحدد - لا بالضبط ولا على وجه التقريب - الزمن الذي عاشت فيه عاد، ولا الوقت الذي بادوا فيه؛ إذ يرى فريق من المؤرخين أنهم بادوا بعد بناء إبراهيم للبيت، بينما يرى آخرون غير ذلك، وفي رأينا أن كل تحديد لا يعدو أن يكون حدسا وتخمينا غير مبني على أساس علمي.
ولم يكشف النقابون عن شيء من أخبارهم، وغاية ما ذكروه أنهم عثروا في الأحقاف على مقابر محفورة في الصخور التي تراكمت عليها طبقة كثيفة من الرمال، وليس في هذا كبير غناء كما ترى (راجع الرحلة الحجازية للبتنوني) وطبيعي أن هودا وفريقا ممن آمن به أفلتوا من الدمار، ويقول مؤرخو العرب: إنهم هم الذين يسمون بعاد الثانية، وإنهم أسسوا دولة جديدة، يختلفون في مقرها، هل كانت باليمن أم كانت بمكة؟ (راجع الجزء الأول من تاريخ الطبري وابن الأثير)، أما هود فيقولون: إنه عاد إلى حضرموت ثم مات هناك، ولا تزال قرية من قرى حضرموت إلى الوقت الحاضر تسمى قبر هود.
ولقد أسرف فريق من المؤرخين والمفسرين في الاستنتاج مما ورد في بعض آي القرآن الكريم، ومن أمثلة ذلك أن فريقا من المفسرين والمؤرخين اعتمد على قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 69:
واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون
Неизвестная страница