نغير من الضباب على حلول
وضبة إنه من حان حانا
وأحيانا على بكر أخينا
إذا ما لم نجد إلا أخانا
ولم يكن البدو حريصا - رغم هذا - على إراقة دم أخيه أو إراقة دمه، فإذا استطاع أن يصل إلى ما يريد دون إراقة دم فبها ونعمت، والكرم والضيافة - أيضا - من مستلزمات هذه البيئة، فقد كانا يخففان من شرور الغزو، وكان الامتناع عن إكرام الضيف في أرض ليس فيها حانات ولا فنادق، أو الإضرار به بعد قبوله ضيفا - يعتبر جريمة من الجرائم ضد مبادئ الأخلاق والشرف المعترف بها في البادية، وأما الحلم فكانت تستلزمه البيئة أيضا؛ لأن الجميع ولدوا في مهاد الديموقراطية، فترى البدوي يقابل شيخه وقد وقف معه على قدم المساواة؛ لأن المجتمع الذي ولد فيه قد سوى بين الجميع وكما كان البدوي ديموقراطيا، كذلك كان أرستقراطيا، يعتقد أنه أعلى مثل للخليقة، والأمة العربية في نظره هي أفخر الأمم وأكثرها نبلا، والرجل المتمدين أو ساكن الحضر أقل منه سعادة ودونه في الرتبة؛ وقد يكون سبب ذلك أن الصحراء عصمت البدو من الاتصال بالعالم الخارجي، وكانت من العوامل التي أبقت على البدوي نقاء دمه، وخلوص لغته، وقداسة تقاليده.
والثروة لازمة لشيخ القبيلة؛ لأنها تسهل له القيام بواجباته الأخرى كالكرم، ولكي يحفظ البدو على الشيخ أمواله كانوا إذا أصابوا غنائم في غارة من غاراتهم استخلص الزعيم لنفسه ما يأتي: (1)
الصفي: وهو ما يصطفيه لنفسه قبل القسمة. (2)
النشيطة: وهو ما يصيبه في الطريق قبل أن يصل إلى من يريد غزوهم. (3)
المرباع: وهو ربع الغنيمة. (4)
الفضول: وهو ما لا تصح قسمته على عدد من الغزاة كالبعير والفرس.
Неизвестная страница