يقول، وقد ناوله المرزباني صاحب أحمد بن إسماعيل بن أحمد كتابا من صاحبه آحمد بن إسماعيل يسأله أن لا يقبل «بارس» الهارب من جملة غلمانه الواردين إلى باب السلطان، وأنه يعطيه أمانا ويوليه ناحية ويعلمه أن قبوله لبارس أفسد جميع من معه، وخراب لخراسان وسبب لاضطرابها، والعباس يأبى في كل ذلك، إلى أن قال المرزباني : ومن «بارس» وما يجىء معه، لأحمد ألف غلام مثل «بارس» فلا تستفسد مثله من [19 آ] أوليائك ببارس ، فقال له العباس: وما يجىء من «بارس» اصطنعه فيعلو أمره كما علا أمر الناس، أليس كان محمد - صلى الله على سيدنا واله وسلم - أجيرا لخديجة ثم جاء منه ما رأيت؟ قال: فاعتقدت قتله، وأمسك المرزباني فلم يجبه.
~~قال الصولي: وزعم الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن طومار الهاشمي أنه كان حاضرا لهذا الحديث منه، فسألت أبا أحمد بن عبد الصمد بن طومار عن ذلك فقال: احفظ أنها كلمة أخطأ بها العباس وكان يجب أن يقولها. وحكى المرزباني نحوا مما قاله الحسين بن حمدان .
~~قال الصولي: وما علمت العباس بن الحسن كان إلا جميل الأمر، حسن الدين، كثير الصدقة والمعروف، ولقد كنا نسأله في أبواب المعروف أشياء كثيرة فيأمر بها، وربما جرى بعض ذلك على أيدينا. وكتب علي بن عيسى إلى العباس بن الحسن: إني لا أستحل أن اكتمك ما اتصل بي من عزم القوم اليوم على الفتك بك فبادر فى طريق غير طريقك، فلما [19 ب] قرأ الرقعة قال: جاءنا بضعف قلبه وخوره ، أليس معنا أبو علي الحسين بن حمدان.
~~قال أبو بكر : لما قتل العباس، وتفرقوا عنه، سلبه بعض الأعراب ثيابه، فما ترك إلا في سراويله بغير تكة. وجاء بعض الأكرة فحمله في كساء ودفنه. ولما استكبر العباس بن الحسن وتغيرت أخلاقه قال فيه بعض الشعراء :
يا أبا أحمد لائح
سن بصرفي الدهر ظنا
واحذر الدهر فكم أه
لك أملاكا وأفني
كم رأينا من وزير
صار فى الأجداث رفنا
أين من كنت تراهم
درجوا قرنا فقرنا
فتجنب مركب الكب
-ر وقل للناس حسنا
وتما أمسى بعزلي
من به أصبح يهنا
وقبي ح بمط اع ال
أمر أن لا يتأنى
Страница 36