Что такое кино: с точки зрения Андре Базена
ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان
Жанры
48
تنبع سيطرة الغرب المبكرة على السينما من تقارب الحضارة المسيحية والرأسمالية بالتأكيد، وكذلك من ألفتها الخاصة للصور، وهي ألفة نابعة من عقيدة الثالوث. بتأسيس نظام مالي كنسي في نهاية الأمر يتاجر في الأيقونات، ينتمي «الاقتصاد» المسيحي الأولي إلى الثالوث. استخدم مؤسسو الكنيسة في أيامها الأولى هذا المصطلح لوصف إله واحد منقسم بين الأب والابن، صورته الطبيعية،
49
ومرتبط بالروح القدس. هذا «السر» الثالوثي هو بمنزلة اختلاف أصيل داخل الشيء نفسه، مثيرا نقاشا لا ينتهي بين الفلاسفة وعلماء اللاهوت، المؤمنين وغير المؤمنين. لكن ما يتجاوز النقاش هو خصوبة هذه العقيدة التي تؤسس لعدد من الوحدات الثنائية؛ مثل الفكر والكلمة، والصورة والجسم، وأخيرا، الكينونة والمعنى.
يعمل اقتصاد ثان عمل حلقة التبادل بين السماء والأرض من خلال المسيح. قادت نبوءات العهد القديم ، والمظاهر الملائكية، والرؤى المسبقة إلى روايات العهد الجديد عن أفعال يسوع على الأرض في يهودا. تفصل اثنتان من هذه الروايات (منسوبتان إلى متى ومرقص) لحظة مميزة؛ وهي لحظة «التجلي» التي ربطت بين السماء والأرض على نحو مرئي في صلة رأسية، حينما أشع المسيح على جبل طابور بنور سماوي. ومما هو بالغ الأهمية للكنيسة الشرقية خصوصا، أن التجلي يضمن قيمة الأيقونات التي هي نفسها صور سماوية مغمورة في النور، وتشع به لأولئك الذين يقدسونها.
الأيقونات شارات خاصة في تداول نظام اقتصادي لاهوتي ثالث، حيث يشتري المؤمنون الارتقاء من خلال تجارة للبركة تنظمها الكنيسة. ولكون الأيقونات مبنية على التشابه، ويمكن نسخها، نبه تضاعف أعدادها بعد القرن الخامس الميلادي الكنيسة، التي فقدت القدرة على ضبط استخدامها، وخافت من تشتت السلطة. وعلى الرغم من أنها من صنع الإنسان، فهي تشارك في نظام للقيمة، يضمنه المسيح، «الصورة الطبيعية»، حين ينتجها بإخلاص حرفي مؤمن. تضمن الأمانة أن تمر القيمة الفائقة للطبيعة، المبثوثة في النموذج الأولي، إلى النسخ. وحتى نسخ النسخ تحمل القوة الروحية لمن يوقرونها.
يختم كتاب موندازان بإظهار استمرار اقتصاد الصور في العصر الحديث. المثال المميز الذي تذكره هو نفسه الذي يذكره بازان في مقاله «الأنطولوجيا»، وهو صورة «كفن تورينو المقدس». في 29 مايو 1898، سمح لمصور هاو يسمى سيكوندو بيا بإزالة لوح زجاجي شفاف واق من على الكفن، وتصويره لمدة عشرين دقيقة. تستشهد موندازان بتقرير الصحف: «غمس ألواحه الزجاجية في حوض التحميض؛ وفجأة، أظهرت الصورة السلبية أمام المصباح الأحمر صورة وجه المسيح التي لم يتوقع أحد لمدة ثمانية عشر قرنا أن تظهر أمام عينيه.»
50
بالجمع بين العلم والإيمان، والسلبية والإظهار، وكذلك الأيقونة والرمز، فإن صورة الكفن مهمة أهمية الجثمان نفسه. من خلال النسخ الفوتوغرافي، أصبح بإمكان المؤمنين الآن الاحتفاظ بنسخ خاصة من «النسخة الأصلية» الرسمية للبقاء على اتصال بالمسيح، ولمسه حرفيا من خلال مجموعة من المرحلات المادية. بدءا من صورة الجيب حتى الصورة السلبية التي أنتجتها، إلى الصورة التي ظهرت عام 1898 من الألواح الزجاجية التي ظهرت عليها صورة سلبية بفعل الضوء المنعكس أو المنبعث من الكفن، إلى الجسد الذي عاد للحياة، الذي ظل لمدة ثلاثة أيام على اتصال بالكفن ليترك أثرا غائما ودمويا لكنه لا يمحى. هكذا يسير اقتصاد الأمانة الرأسي؛ حيث يمكن تبجيل صورة بائسة الشكل تظهر بالكاد لطخات غير قابلة للتفسير. لكن خارج هذا الاقتصاد، سواء فيما يخص غير المؤمن - أو المؤمن الذي أثبت له التأريخ بالكربون له أن الكفن مزيف - فإن الكفن ليس إلا خرقة بالية.
حينما أدخل بازان هذه الصورة كأول صورة توضيحية في كتاب «ما هي السينما؟» صحبها تعليقه: «هنا ينبغي للمرء حقا أن يفحص علم نفس الرفات والتذكارات التي تتمتع بميزات انتقال واقع ناشئ من «عقدة المومياء». دعونا فقط نسجل في عجالة أن كفن تورينو المقدس يجمع بين ما يشبه ملامح الجثمان والصورة.» ولذا فإن وثنا (الصورة) لوثن حرفي (الكفن) يعمل كنوع من المباركة لمشروع بازان المكون من أربعة إصدارات. لكنها مباركة غير كاملة، إن جاز لنا قول هذا؛ لأنه بحلول عام 1958 أدرك الجميع أن الكفن مزيف، وأن الصورة ما هي إلا دليل على خدعة، أو خرافة جامحة على الأقل. ما الذي كان في ذهن بازان حينما اقترح الصورة أو سمح لها بالتأثير في قراءتنا؟
Неизвестная страница