Постмодернизм: очень короткое введение
ما بعد الحداثة: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
عندما يكون المرء في ألمانيا لكنه ليس ألمانيا فإنه يواجه مشكلة تحديد أهمية كل ما يقابله ومدى محاكياته للواقع إلى حد ما؛ فلا ينفك يسأل نفسه: إلى أي مدى ينطبق على هذا وصف ألماني؟ وهل هذا هو لون ألمانيا الحقيقي؟ عندما ينظر المرء إلى السماء، يوشك على تصديق أنها نفس السماء التي ظل الألمان يراقبونها بقلق خلال أعوام 1923 و1933 و1943؛ أي عندما لم يشتت انتباههم لون شيء آخر، شيء أكثر تشتيتا للانتباه على الأرجح. والآن السماء زرقاء. في اللغة الألمانية، أزرق يعني «بلاو»
Blau . لكن للأزرق درجات متعددة ... اختيارات متعددة لكل طفل ... في الفرنسية أزرق يعني «بلو»
bleu ، بينما نقول نحن أزرق.
والتر أبيش، «في صيغة المستقبل التام»، (1977)
إن التساؤل عن «مدى محاكاة كل شيء للواقع» لأمر غريب ومربك. هل يتوقع المرء أن تكون تجربته في بلد أجنبي «عموما» أكثر شبها بالفن لا بالحياة؛ ومن ثم تبدو بعيدة عن الواقع، وغير حقيقية؟ أم إننا لا نراها فنا بقدر ما نراها عبر التحيزات النمطية والسياسية المشئومة؟ يطرح أبيش أسئلة ملتوية مميزة، مثل «هل هذا هو لون ألمانيا الحقيقي؟» فذلك سؤال غريب؛ إذ هل يمكن وصف الألوان بكونها حقيقية؟ ففي الرسومات والصور الفوتوغرافية وكتب التلوين (كل الأشياء التي تشغل بال أبيش بدرجة كبيرة) قد تشبه الألوان الواقع أو تتفق معه، لكن ذلك لا يحدث إلا عندما تظهر في نسخة أو تقليد للعمل الأصلي فقط. وبالطبع، تظل المفارقة الكبرى هي أن اللون هو أحد الأشياء التي تستعصي على الوصف عبر نص أدبي، فوصفنا له لن يكفي.
يجعلنا أبيش ندرك عبر ذلك الأسلوب أننا نملأ الفجوات في النص بأحكامنا المسبقة (أو بمشاعر الذنب)، على سبيل المثال عندما يلمح أن الألمان ربما «شتت انتباههم لون شيء آخر.» أي لون يا ترى، لون الأزياء الموحدة الرمادية أو البنية؟ ومن خلال وضع عام 1923 (العادي ) بجوار عامي 1933 و1943، فإن النص يشير إلينا نحن، وكما يتضح في النهاية، ف «نحن» تشير إلى متحدثي الإنجليزية.
في هذه الفقرة - وفي الفصل الرائع الذي يتحدث عن شخصيتي جيزيلا وإيجون في رواية «إلى أي مدى ينطبق على هذا وصف ألماني؟» - أعتقد أن أبيش يلعب على جدل مألوف لدى بارت وغيره، ويحاول إيقاعنا في شرك فرض «قوالبنا النمطية» على جيزيلا وإيجون، بوصفهما يمثلان ما نعتبره «ألمانيا الجديدة». يتضمن النص عرضا ممتعا لصورة (نمطية) من خلال استخدام اللغة لوصف صور مرئية تظهر في مقال نشر في إحدى المجلات الترفيهية عن جيزيلا وإيجون:
يمكن اكتشاف المعنى، ظلال المعنى وطبقاته، في مكونات الصورة: البذلة الواسعة الانتشار المصنوعة من قماش الجبردين، والوشاح المزركش، والمنديل الحريري الأبيض الظاهر في جيب صدر السترة التي يرتديها، الكلب شناوتسر الألماني الذي يسيل لعابه، البنطلون الجلدي الأسود، الحذاء الطويل العالي الكعبين، شعر جيزيلا الأشقر المصفف للخلف، في تصفيفة تعكس نعومة وجاذبية جنسية حادة، وتبرز وجهها العظمي الجميل الشاحب، السيارة اللامعة وكراسيها الجلدية الحمراء، وأخيرا النوافذ الفرنسية المفتوحة جزئيا في الدور الأرضي التي تكشف لمحات رأسية من الحياة داخل المنزل؛ كل هذا يوضح الكفاءة الألمانية الجديدة ويعكس إحساسا بالرضا والاكتمال. الأمر واضح تماما ... إنها غريزة الجمع بين «الإتقان» و«التهديد» المتأصلة في الطبقة العليا والطبقة الوسطى العليا الألمانية.
والتر أبيش، «إلى أي مدى ينطبق على هذا وصف ألماني؟»، (1980)
وهكذا يتلاعب أبيش بالقارئ دافعا إياه إلى حالة من الارتياب المتشكك في النص، الذي يعتمد في سخريته على التعارض الذي نشعر به بين التصوير الجامد لما لا ينطبق عليه تماما وصف نمطي وبين مقاومتنا لهذا التصوير. يقدم أبيش ما يطلق عليه بارت «النص المثالي»:
Неизвестная страница