Мартин Лютер: Очень короткое введение
مارتن لوثر: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
أعتقد أن نبأ انتقال ابنتي ماجدالينا إلى مملكة المسيح الأبدية قد بلغك، وعلي أن أشكر أنا وزوجتي الرب بسرور على هذا الرحيل السعيد والنهاية المباركة التي نجت بها ماجدالينا من سطوة الجسد، والحياة الدنيا والعثمانيين والشيطان، لكن حبنا الفطري لها شديد القوة، حتى إننا عاجزون عن أن نفعل هذا دون أن نبكي ونشعر بالأسى في قرارة أنفسنا، أو حتى دون أن نقاسي الموت أنفسنا. ما تزال ملامح ابنتنا الفقيدة الحية في قلوبنا، وكلماتها وحركاتها محفورة بعمق في قلوبنا، وحتى ذكرى وفاة المسيح ... لا يمكنها أن تذهب عنا كل هذا؛ لذا أشكر الرب نيابة عنا، فقد أنعم علينا بنعمة عظيمة عندما كرم أجسادنا هكذا، فقد اتسمت ماجدالينا (كما تعلم) بطابع لين مبهج، وكانت محبوبة من الجميع ... عسى الرب أن ينعم علي وعلى جميع أحبابي وأصدقائي بميتة مماثلة، أو بالأحرى حياة مماثلة.
تبقى لمارتن وكاثارينا أربعة أبناء، هم هانز وثلاثة أطفال آخرون ولدوا بعد ماجدالينا، هم: ابن يدعى مارتن (1531-1565)، وآخر سمي بول نسبة إلى بولس الرسول (1533-1593)، وابنة تدعى مارجاريته (1534-1570) كادت أن توافيها المنية بسبب مرضها بالحصبة، وكانت في الثامنة عشرة فقط من العمر عندما توفيت والدتها، وتزوجت بعدها بثلاثة أعوام من جورج فون كونهايم، وهو نبيل وموظف حكومي في مقاطعة بروسيا الشرقية، وقد احتفظت مارجاريته بأصول خمسة خطابات مكتوبة بخط يد أبيها وموجهة إلى والدتها، وأودعت تلك الرسائل في مدينة كونيجسبرج. أما بول لوثر فقد درس الطب وأصبح أستاذا وطبيبا خاصا لأدواق ساكسونيا، فيما درس مارتن علم اللاهوت وتوفي في الثلاثينيات من عمره. وقد صحب الأبناء الثلاثة لوثر في رحلته الأخيرة، وكانوا على مقربة منه في بلدة مانزفيلد عندما توفي في آيسلبن، وساروا خلف والدتهم وأختهم في الموكب الذي تبع نعشه من بوابة مدينة فيتنبرج إلى كنيسة القلعة حيث دفن.
بدت أسرة لوثر - وفقا للمصادر - أسعد ما أمكن، بالأخذ في الاعتبار أنها كانت أسرة مفرطة الكبر، رأسها راهب وراهبة سابقان في دير سابق، وقد صورها المعلقون الذين نظروا إليها بإعجاب على أنها مثال لأسرة القس البروتستانتي، لكن تلك لم تكن الحال بالطبع، أيا كان مفهوم أسرة القس المثالية. فتظهر مراسلات لوثر أن علاقة الوالدين بالأبناء وعلاقتهما ببعضهما البعض اتسمت بالصدق والمودة والمرح، كما أن المنزل لم يمتلئ بالناس وحسب، بل بالموسيقى أيضا، فقد عشق لوثر الموسيقى، ووصفها بأنها هبة إلهية رائعة لا تقل مرتبة إلا على علم اللاهوت. وروى زوار آل لوثر أنه كان يمضي بعض الأمسيات في إنشاد الأغاني مع أبنائه وطلابه وضيوفه، وأشار يوهان فالتر، الذي عمل معه لوثر جنبا إلى جنب، والذي أنشد «ساعات عديدة» معه؛ إلى أن حب لوثر للغناء لم يعرف الحدود.
إن كانت أسرة لوثر قد تمتعت بالسعادة لأغلب الوقت، فلعل السبب هو أن مارتن وكاثارينا نظرا إلى الزواج بعين الجد، رغم أنهما ما عادا يعدانه من الطقوس المقدسة. ومعارضة للعزوبية التي تطلبتها منظومتا الرهبان والقساوسة، وصف لوثر الزواج بأنه أحد المنظومات الصادقة التي أوجدها الله للبشر إلى جانب الحكومات والكنائس. وأسمى هذه المنظومات الثلاث من المجتمع بالمنظومات المسيحية الحقة؛ لا لأنه حسب أن الزواج للمسيحي وحسب، بل لأن الزواج والعمل الحكومي والعبادات العامة أرفع منزلة من العزوبية واعتزال الحياة العامة والانعزال في نخبة مترهبنة. فاستاء لوثر من تحريم كنيسة العصور الوسطى للزواج بين المسيحيين وغير المسيحيين، وقال في ذلك:
اعلموا إذن أن الزواج شأن دنيوي جسدي كشئون الدنيا الأخرى. وكما يجوز لي أن آكل مع الوثني أو اليهودي أو التركي أو المهرطق، وأن أشرب وأنام وأسير وأركب الخيل معهم، وأشتري منهم وأتحدث إليهم وأتعامل معهم، يجوز لي أيضا أن أتزوج منهم وأستمر في هذا الزواج. لا تأبهوا لهؤلاء الحمقى الذين يحرمون ذلك، فستجدون الكثيرين من المسيحيين - بل في الواقع الغالبية العظمى منهم - أسوأ بإسرارهم عدم الإيمان من أي يهودي أو وثني أو تركي أو مهرطق. فالوثني شأنه شأن أي رجل أو امرأة، من مخلوقات الله المكرمة، كالقديس بطرس والقديس بولس والقديسة لوسيا، ناهيك عن المسيحي المتقاعس والكاذب.
لم يشمل وصف «الحمقى» هنا أعضاء الكنيسة الرومانية وحسب، بل شمل أيضا في نهاية المطاف جون كالفن.
وبما أن الزواج للجميع، لم يستخدم لوثر إلا نادرا تعبير «الزواج المسيحي»، لكنه نصح المؤمنين بكيفية عيش حياة مفعمة بالتقوى وطاعة الله «في مؤسسة الزواج». وكان الزواج من القضايا الملحة بالنسبة لأغلب أنصار حركة الإصلاح الديني؛ لأنهم أجمعوا على أنه واجه أزمة في ألمانيا القرن السادس عشر، حتى إن أحد الكتاب صرح بأن الوضع قد خرج عن السيطرة «مع تفشي حالات الطلاق والهجر ... التي يهجر فيها أحد طرفي العلاقة الزوجية الآخر في الساعات الحرجة التي يكون فيها الطرفان في أمس الحاجة لأحدهما الآخر». وفي عام 1522 كتب لوثر:
انثلمت سمعة مؤسسة الزواج إلى درجة رهيبة في جميع الأنحاء. فهناك الكثير من الكتب الوثنية التي لا تتحدث عن شيء إلا عن انحطاط جنس المرأة وفسادها، وتعاسة الحياة في مؤسسة الزواج، حتى إن البعض حسب أنه حتى لو تجسدت الحكمة ذاتها في شكل امرأة فلن يتزوجها .
أما المسيحي المؤمن فعليه بأن يسلم بأن الزواج هبة من الله ونظام وضعه، ويجب أن يبادل الزوجان المسيحيان أحدهما الآخر الاحترام، وأن يأخذا على عاتقيهما أعباء ومسرات إنجاب الأطفال وتنشئتهم. وسمح بالطلاق وفقا لشروط محددة، لكن على الزوجين أن يغفر كل منهما للآخر الإهانة، وأن يحتمل شريك حياته وإن كان صعب المراس، قبل أن يتخذ الخطوات لإنهاء الزواج. لم تحرم المتعة الجنسية، لكن لوثر اعتنق المفهوم الأوغسطيني القائل بأن الجماع لا يخلو من الذنوب، لكن «الله يغفرها بفضل منه؛ لأن مؤسسة الزواج هي من صنيعه، وهو يحافظ في هذه الذنوب ومن خلالها على كل النعم التي رسخها وباركها في الزواج». تبرز أفكار لوثر هذه بوضوح في خطابه إلى جورج سبالاتين، الذي تزوج من امرأة تدعى كاثارينا أيضا، وبعد تهنئة سبالاتين على الزواج وإخباره بأنه كره تفويت حفل الزفاف، طلب لوثر منه أن يبعث أرق تحياته إلى زوجته، ثم أردف قائلا:
لتقم بهذا أيضا: عندما تعانق كاثارينا في الفراش، وتقبلها أرق القبلات، فكر أيضا بهذا: «لقد وهبني المسيح هذه المرأة؛ أفضل مخلوقات الله، فله الحمد والمجد.» وسأتنبأ باليوم الذي تتلقى فيه هذا الخطاب، وأبادل زوجتي الحب بالطريقة نفسها متذكرا إياك.
Неизвестная страница