ثعلمه ذلك ، وتأمره أن يدعو إسماعيل فيرده إلى ما كان عليه من أمره ويصله ويرفع قدره . تم يقول له بلغنى أنك رفعت رقعة علي إلى السلطان ، فإنه سيجحد ذلك . ففحذ رقعة يخطه أنه لم يرفع عليك شييا ، وأن كل ما قيل عنه في رقعته فباطل ، وليجعل في رقعته ممينا بالله وبحياة أمير المؤمنين ، ثم انفذ لرقعة إلى .
فتعطف أحمد بن المعتصم لاسماعيل بن غيث حتى أخذ رقعته بذلك ، وأنفذها إلى أم أمير المؤمنين ، فدفعتها إلى ابنها وقالت له : هذا خط إسماعيل ينكر ما رفع على أخيك، وإنما كان سببه أنه استكفاه نفجانه فكشف خيانته . فلما قرأ المتوكل رقعة إسماعيل استشاط غضبا عليه ، ثم قال : يرفع الى على أخى ما يوجب قتله ، ثم يكتب رقعة مححد ذلك وأنا أعرف خطه . فرضى عن أحمد أخيه وأقطعه غلة عشرة آلاف دينار ، وأخرج الكندى من حبسه . وأمر باسماعيل فصير فى ذلك الحبس ، فمكث فيه حتى هلك .
وحكى أن كلثوم بن مرة العجيلى ، كان يحارب اين أخيه دلف بن عياض ابن عاصم ، فبقى كلثوم مشردا عن الدينور (1) زمانا طويلا . فشاور بعض نصحائه ، فقال له ناصحه : دلف رجل مستقر فى مدينته الدينور ، وأموالها جبى إليه ، وأنت مشرد فى صعاليك يصحبونك على الغارة على الناس ولايناصحونك فى حرب . وعندى لك ولدلف مثل . قال كلثوم : وما هو ؟ قال : ذ كر في كتاب كليلة ودمنة ، أن غرابا كان يفرخ فى شجرة وكان نحتها جحر لحية عظيمة ، وكان الغراب كلما أفرخ فشو كت فراخه ، طلبت
Страница 86