186

ماما خرج من عند المنصور ، قال المنصور لأربعة من ثقاته : ليقعد على كل اب من أبواب المدينة واحد منكم ، فمن مر به أحد فشم منه رائحة هذا الطيب ، أشمهم منه ، فليأتنى يه . وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته وقال لها : وهبه لى امير المؤمنين . فلما شمته بعثت نه إلى رجل كانت تحبه ، وقد كانت دفعت المال إليه ، فقالت له : تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه زوجى . فتطيب منه الرجل ومر مجتازا ببعض أبواب المدينة ، فشم الموكل بالباب رائحة الطيب منه ، فأخذه وأتى يه إلى المنصور . فقال له المنصور : من أين استنفذت(1) هذا الطيب ، فإن رايحته غريبة معجبة ؟ قال له الرجل : اشتريته . قال له المنصور : فأخبرنا ممن اشتريته ؟ فلجلج الرجل واختلط كلامه . فدعا المنصور بصاحب شرطته فقال له : خذ هذا الرجل إليك ، فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخله بذهب حيث شاء ، وإن امتنع فاضربه ألف سوط من غير مؤامرة . فلما خرجا من عنده دعا صاحب شرطته وقال له : هول عليه وجرده ولا تقدم بضرب حتى تؤامرني .

فخرج به صاحب الشرطة . فلما حرده وسحبه ، أذعن برد الدنانير وأحضرها لهيئتها، فأعلم المنصور ذلك. فدعا بصاحب الدناينير وقال له : أرأيتك إن رددت عليك الدنانير بأعيانها تحكمنى فى امرأتك؟ قال : نعم . قال : فهذه دنانيرك، وطلق المرأة ، وخيره خمرها .

رحكي أن العباس بن المأمون(2) ، دب فى الفساد على المعتصم بالله ،

Страница 186