Загадка Иштар

Фирас Саввах d. 1450 AH
180

Загадка Иштар

لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة

Жанры

شكل 8-2: ساحرة العصر الحجري - العصر الباليوتي - شمال أفريقيا.

ويتكرر مشهد الصيد الممتزج بمشهد نشاطات السحر الأنثوية في عدد آخر من الأعمال الفنية للعصر الحجري، وصولا إلى عتبات عصور الكتابة. ففي رسم على الفخار من مصر يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد (الشكل رقم

8-3 ). نعثر على مشهد مماثل لمشهد العصر الحجري الآنف الذكر، رغم ألوف السنين الفاصلة بينهما. فهناك حقل واسع يرتع فيه عدد كبير من الطرائد، وأربعة رجال متأهبين بأسلحتهم؛ بينهم ثلاث نساء يمارسن نشاط السحر برفع الذراعين نحو الأعلى. ورغم تداخل أشكال النساء مع عناصر المشهد، فإن حيز الرسم يجمع بين مكانين متباعدين: هما حقل الصيد ومكان إقامة الطقوس. تبدو المرأة هنا أيضا أكبر حجما من الرجل ومن الحيوانات على حد سواء، مع التركيز على منطقة الحوض جريا على التقاليد الفنية للعصر الحجري السابق.

شكل 8-3: الساحرات والصيد - مصر، الألف الرابع ق.م.

هذا وتقدم لنا الفترة التاريخية نفسها عددا كبيرا من الأشكال الأنثوية في أوضاع مشابهة، وهي أشكال تمثل الأم الكبرى في حالة ممارسة السحر، أو كاهناتها. كما تتضح القيمة السحرية لذراعي المرأة المرفوعتين في عدد من الأشكال الأنثوية الفخارية التي تعود إلى عصر تل العمارنة (أواسط الألف الثاني ق.م.) في مصر. وفي أحد هذه الأشكال، وهو محفوظ في متحف بروكلين، نجد رجلين يقومان بإسناد ذراعي المرأة المرفوعتين؛ وذلك لإطالة مدة وقوفها على هذه الهيئة وإدامة فترة تأثيرها السحري. وقد حفظ لنا كتاب التوراة ممارسة سحرية مشابهة قام بها موسى الذي لم يكن قد مضى على مغادرته مصر وقت طويل عندما واجه شعب العماليق. وإذا كانت ممارسات موسى السحرية في مصر أمام الفرعون قد تمت بعون الرب، فإن ممارسته خلال حرب العماليق كانت ممارسة سحرية بحتة، لا تعتمد القوى الإلهة. نقرأ في سفر الخروج: «وأتى عماليق وحارب إسرائيل في رفديم. فقال موسى ليشوع: انتخب لنا رجالا واخرج حارب عماليق، وغدا أقف أنا على رأس تلة وعصا الرب في يدي. ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق. وأما موسى وهارون وحور فصعدوا على رأس التلة. وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب. فلما صارت يدا موسى ثقيلتين ، أخذا حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك، فكانت يداه ثابتتين إلى غروب الشمس، فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف.»

42

إن ما كانت تقوم به نساء العصر الحجري من طقوس سحرية لمدد الرجال بالقوة في حقول صيدهم، قد استمر في عادات وطقوس القبائل البدائية الحديثة؛ ففي جزيرة مدغشقر إلى عهد ليس بالبعيد، كانت نساء القبيلة إذا توجه رجالهن إلى الحرب، يبدأن رقصا طقوسيا لا يهدأ ليل نهار؛ اعتقادا منهن أن مثل هذا الرقص الطقوسي يهب الرجال في ساح المعركة البأس والشجاعة والحظ الحسن. وفي ساحل العاج ومناطق أخرى من أفريقيا الغربية، إذا خرج الرجال إلى القتال قامت النساء بدهن أجسامهن باللون الأبيض، وزين أنفسهن بالريش وقرون الثور وأشياء غريبة أخرى، وشرعن بحركات طقوسية سحرية. وفي كولومبيا كانت نساء الهنود الحمر في المناسبات المشابهة يرقصن وفي أيديهن نصال مشحوذة يمثلن بها عملية قتل الأعداء، ليتجلى فعلهن السحري على أرض القتال حقيقة، ويقتل رجالهن أعداءهم. وفي كاليفورنيا كانت نساء قبائل اليوكي يقمن حلقة رقص دائري لا تهدأ طالما كان رجالهن غائبين في الحرب؛ لأن فتور حركة الرقص يضعف همة الرجال في القتال، بينما يشدها استمراره وحرارته.

43

في كل مكان وفي كل ثقافة عزا الناس إلى النساء استعدادا فطريا للسحر وقدرة على ممارسته.

44

Неизвестная страница