Загадка Иштар

Фирас Саввах d. 1450 AH
178

Загадка Иштар

لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة

Жанры

ومنذ ذلك الوقت استمر تناول المخدرات باعتباره طقسا أساسيا من طقوس ديانات الخصب في الشرق الأدنى القديم وثقافات المتوسط؛ ففي سومر كان كهنة ديانة الخصب يبحثون عن أنواع معينة من الفطر المخدر الذي اعتبر ابنا للسماء، وذلك بسبب نموه السريع تحت جنح الليل بعد المطر المصحوب بالرعد والبرق. وكانوا يصنعون منه أكاسير تجعل شاربها يمضي في رحلة روحية يرى خلالها جنات النعيم ثم يعود إلى الأرض.

36

وقد استمرت هذه الطقوس قائمة بشكل سرى في أنحاء مختلفة من الشرق القديم، ويقال: (ولسنا متأكدين من ذلك) إنها ظهرت لدى إحدى الفرق الدينية الإسلامية المعروفة باسم الفرقة الحشيشية، وهي الفرقة التي بدأت دعوتها في إيران ثم انتقلت إلى بقاع أخرى في فترة خريف الخلافة العباسية. والحشيشية اسم أطلقه العامة على هذه الفرقة، وهو مستمد من نبات الحشيش، المخدر المعروف في معظم بقاع الشرق، وذلك ظنا منهم أن أتباع هذه الفرقة إنما يتناولون الحشيش في طقوسهم واحتفالاتهم. إلا أن كل البينات تشير إلى أن المادة المخدرة التي يستعملها هؤلاء كمحرض على النشوة الصوفية، هي مادة أقوى بكثير من الحشيش. وأغلب الظن أنها المادة التي نقل السومريون أسرارها كمحرض على النشوة الصوفية إلى أجيال الفرق الباطنية اللاحقة.

إلى جانب المواد المخدرة لعب الخمر دورا كبيرا في طقوس واحتفالات الديانات العشتارية، وكانت إنانا السومرية تدعى ب «الأم النورانية إلهة الخمر».

37

وقد بلغت طقوس السكرة العشتارية قمتها في عبادات ديونيسيوس، إله الخمر في العالم الكلاسيكي؛ ذلك الإله الغريب عن البانثيون الإغريقي، والذي أتى بلاد اليونان من «تراقيا» في مواكب معربدة صدمت لأول مرة ذوق اليونانيين الأبولوني. ولكن هذا الإله الجديد ما لبث أن أخذ مكانه بين آلهة الأوليمب، وتحولت إليه الاتجاهات الباطنية اليونانية.

38

وبقي اسمه إلى يومنا هذا علما لاتجاه السكرة في مقابل اتجاه الصحو، كتيارين موجهين لسلوك الإنسان ونتاجاته.

سكر ومخدر وموسيقى ورقص، تلك هي عدة الغيبوبة العشتارية التي تعبر بالمريد من جفاف الشمس إلى نداوة القمر. عدة كانت عبر تاريخ الثقافة الذكرية، وسيلة للتمرد والحلم، تمرد على النظم العقلانية المسيطرة التي تجعل من الفرد عبدا مسخرا للقوى الاجتماعية الطاغية وديانتها البطريركية، وحلم بعالم أمومي جديد وفردوس عشتاري أرضي يعيد للجسد الإنساني قدرته على اللعب الحر، ولروحه طاقاتها غير المتناهية. ولنا في حركة «الهيبي» التي اجتاحت العالم الغربي إبان ستينيات القرن العشرين، خير مثال على ذلك.

سيدة السحر

Неизвестная страница