Загадка Иштар

Фирас Саввах d. 1450 AH
177

Загадка Иштар

لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة

Жанры

Luna

اللاتينية الدالة على القمر. فالجنون وفق هذا الاشتقاق هو المرض القمري، وهو المرض الذي أصاب رواد مركبة أبولو التي حطت على سطح القمر، بعد عودتهم إلى الأرض، دون أن يتم شفاء بعضهم كاملا حتى الآن.

سيدة الغيبوبة

تدعو حكمة الشمس إلى تركيز الحواس وشحذها للتعامل مع الواقع بأعلى كفاية ممكنة، أما حكمة القمر فتدعو إلى بلبلة الحواس الخارجية من أجل تفتيح الحواس الداخلية. تدعو حكمة الشمس إلى بناء الجسد وتوجيهه لأداء وظائفه العلمية، أما حكمة القمر فتدعو الجسد إلى اللعب الحر، إلى الرقص الذي يجعل الجسد موضوعا لنفسه، ويعكس طاقته نحو نفسها، محولا الحركة المادية إلى نشوة روحية ووجد صوفي. فالإنسان في الديانة العتشارية لا يعرف الصلاة، بل يعرف الرقص. وفي المناسبات الداعية للصلاة في الديانة الشمسية، نجد الإنسان العشتاري يرقص. وهو في رقصه لا يعبد إلها بعيدا منفصلا، بل يعيش إلهه ويتلمسه في أعماق نفسه. وفي قمة النشوة، عندما يتحقق للراقص الانفصال التام عن مبدأ الواقع، ويشعر أن حركته تتلاشى عند نقطة ثابتة في مركز ذاته، يتوقف الزمن في ومضة عند شاطئ الأبدية، ثم تشع الحركة من جديد وتفيض نحو المحيط الذي منه انطلقت. رحيل من محيط الذات إلى مركزها الذي يتطابق مع مركز السر الأعظم ... «فمن عرف نفسه عرف ربه» - حديث شريف.

ويساعد الخمر المستحلب من الثمار، والمخدر المستخلص من الأعشاب المقدسة، على ولوج عالم الليل والتحرر من عالم النهار. فكما أعطت عشتار حبوبا ونباتا، معاشا للإنسان، كذلك أودعت في نتاج الأرض سرا من أسرار الألوهة ونذرا من جنات الخلد. فالمخدر يهب المريد مركبة سحرية تجتاز به تخوم الصحو نحو العوالم المقدسة، يحرره من كثافة المادة وشروط الواقع ليضعه على مشارف الإلهي وتخوم الحرية، في بارقة مؤقتة هي قبس من ملكوت آت. لذلك كانت نبتة الخشخاش

34

التي يستخلص منها أقوى أنواع المخدرات، رمزا من رموز الأم الكبرى في ثقافات المتوسط وفي ثقافات بعيدة تماما كثقافة الآزتيك في أمريكا الوسطى. فنجد الإلهة ديمتر في بعض الأعمال التشكيلية تحمل بيديها باقتين من سنابل القمح ونبت الخشخاش، رمزا لسلطتها على عالم الغذاء المادي والغذاء الروحي في آن معا. وفي الشكل رقم (

4-4 ) الموضح في فصل عشتار الخضراء، نجد الأم الكريتية الكبرى جالسة تحت شجرة الكرمة التي تتدلى عناقيدها، وقد حملت بيدها باقة من نباتات الخشخاش.

ولقد أعطت عشتار أول ما أعطت سر المخدر إلى المرأة؛ فالمرأة التي اكتشفت كل أسرار مملكة النبات، فصنعت الغذاء واستحضرت الدواء واستخلصت السموم، قد اكتشفت أيضا نباتات المخدر وعرفت خصائصها واستعمالاتها المختلفة. وما زالت نساء القبائل البدائية حتى يومنا هذا، موكلات بتحضير الأكاسير المخدرة، حافظات لأسرارها. وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن نبات الخشخاش قد تم استخدامه منذ العصر الحجري إبان العصر الجليدي.

35

Неизвестная страница