Загадка Иштар
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Жанры
15
وفي أسطورة بابلية ثالثة، نجد الآلهة وقد اجتمعوا بعد انتهاء خلق العالم للتشاور فيما يمكن لهم فعله بعد ذلك:
ماذا نستطيع بعد أن نخلق؟
لنذبح بعض آلهة «اللامجا»،
ومن دمائهم فلنصنع الإنسان،
فنوكله بخدمة الآلهة،
على مر الأزمان.
16
وتتجلى وحدة الحياة والموت في الفكر الأسطوري، في زمرة الأساطير التي تحكي عن ظهور نباتات الغذاء التي تعلم الإنسان فيما بعد زراعتها. وسوف نسوق أمثلتنا من ميثولوجيا الشعوب البدائية الحديثة. تتحدث أسطورة من هاواي عن ظهور نبتة الخبز (وهي نوع من البطاطا) من زراعة جثة رجل قتيل. ففي الأزمنة السحيقة، وقبل أن يتعلم الناس الزراعة، اجتاحت الجزيرة مجاعة عامة، وضعت الناس على حافة الموت. وكان هناك رجل حكيم اسمه «أولو»، يقصد المعبد كل يوم، فيتضرع للآلهة من أجل إنقاذ ابنه الصغير الذي هزل جسمه وصار من الموت قاب قوسين أو أدنى. وقد استجاب لدعائه الآلهة وأطلعوه على الحل، الذي يقتضي منه تقديم حياته لإنقاذ ابنه وبقية سكان الجزيرة، فعاد إلى زوجته وطلب منها أن تنفذ فيه تعليمات الآلهة بحذافيرها. فعند غياب الشمس سوف تفارقه الروح، وعليها عند ذلك أن تدفن أجزاء جسده في حفر متفرقة من الأرض؛ فالرأس عند نبعة الماء والقلب قرب باب المنزل، وذراعاه وساقاه في أماكن أخرى قريبة، ثم تضطجع في سريرهما ولا تفارقه حتى الصباح، فإذا سمعت من مكانها صوت حفيف أوراق وتساقط ثمار على الأرض، فمعنى ذلك أن الآلهة قد وفت بما وعدت. حزنت الزوجة لفراق زوجها، ولكنها قامت تماما بما طلب منها. وفي الصباح كانت نبتة الخبز قد طلعت من المكان الذي دفنت فيه رأس زوجها، وشجرة الموز من المكان الذي دفنت فيه قلبه، وفيما بينهما نمت شجيرات الكرمة ونباتات متنوعة أخرى، فقطفت من الشجر وأطعمت ابنها ودعت بقية الناس للأكل.
17
Неизвестная страница