ويقولون في جمع السيد: أسياد، وهي من لفظ العامة؛ لأنهم يقولون في المفرد: سيد بالكسر مثال عيد، وإنما السيد الذئب، والصواب جمعه على سادة، مثل عيل وعالة، وكلاهما نادر.
ومن هذا الباب قولهم في جمع الكسوة: كساوي. ولا وجه لهذه الصيغة في جمع هذه الكلمة، والصواب الكسى بالقصر كما تقدم في غير هذا الموضع. وقد ورد مثل هذا في مروج الذهب للمسعودي؛ حيث يقول في الكلام عن كسرى أبرويز: وأمر لجنود موريقش بالأموال والمراكب والكساوي، وهو من مثله غريب.
ومن ذلك جمعهم السطح على أسطحة وأساطح، وهذا الثاني جمع الجمع، والصواب سطوح، وقولهم في جمع القرية: قرايا، كأنهم جمعوا القرية بتشديد الياء. وقد جاء الجمع في تاريخ أبي الفداء في الكلام على غزوة الدمستق لحلب؛ حيث يقول: ثم ارتحل عائدا إلى بلاده ولم ينهب قرايا حلب. ومثله قوله في الكلام على مقتل الأمين: وأخذوا رأسه ومضوا به إلى طاهر؛ فنصبه على برج من أبرجة بغداد، يريد «أبراج». ومن هذا قول نزهون الغرناطية الشاعرة:
البدر يطلع من أزرته
والغصن يمرح في غلائله
وإنما يجمع الزر على أزرار.
ومن هذا يقولون: جاءوا عرايا، كأنه جمع عريان على حد ندمان وندامى، وكذا يقولون في جمع المؤنث، لكن نص أصحاب اللغة على أن هذا الحرف لا يكسر؛ أي: لا يجمع جمعا مكسرا، وإنما يقال في جمعه: عريانون ونساء عريانات.
ويقولون: أصبح القوم يشكون الجوع والعراء كذا بالمد، والصواب العري بالضم وسكون الراء.
ويقولون: غليت الماء؛ فيستعملون غلى متعديا وهو لازم، يقال: غلى الماء يغلي غليا وغليانا، وأغليته أنا إغلاء يتعدى بالألف.
ويقولون: أجله في الأمر إلى بعد كذا، وبقيت عنده إلى قبل المغرب. وإلى لا تدخل من الظروف الغير المتمكنة إلا على متى وأين وحيث، وباقيها لا يجر إلا بمن، والصواب إلى ما بعد كذا، وإلى ما قبل المغرب.
Неизвестная страница