ويقولون: فعلت كذا لمساس الحاجة إليه، والصواب لمس الحاجة أو لمسيسها. وأما المساس فهو مصدر ماسه على فاعل، مثل القتال من قاتل.
ويقولون: هو يؤمل بالحصول على كذا، فيزيدون الباء أيضا، وصوابه يؤمل الحصول.
ويقولون: رمحت الدابة؛ أي: عدت وأحضرت، ومنه قولهم: مرمح الخيل ومرماحها؛ لميدانها. ولا أصل لذلك في اللغة، إنما يقال: رمحت الدابة: إذا ضربت برجلها، مثل رفست وضرحت.
ويقولون: هو معاف من كذا: إذا أسقطت عنه كلفته، ومقتضاه أنه يقال: أعافه من الأمر، ولا وجود لهذا الحرف في اللغة، إنما هو تحريف أعفاه من الشيء معفى. ومن غريب الاتفاق في هذا ما جاء في شرح الشريشي لمقامات الحريري عند قوله:
ولو تعافيتها لحالت
حالي ولم أحو ما حويت
قال: تعافيتها: تكارهتها، وهي تفاعلت من عفت الشيء أعافه عيافا؛ أي: كرهته. ا.ه. وعجيب من مثل الشريشي أن يجوز عليه مثل هذا الوهم، وكيف يكون تعافت من عفت وهو من معتل اللام، وهذا من الأجوف، وإلا لكان اللفظ تعايفت لا تعافيت كما هو ظاهر. والأشبه أن الحريري أراد بقوله: تعافيتها تجاوزتها، وكأنه أخذ هذا اللفظ من عبارة الحديث تعافوا الحدود فيما بينكم؛ أي: تجاوزوا عنها، ولا ترفعوها إلي كما في النهاية، وفي ذلك ما فيه.
ويقولون: انطلت عليه الحيلة؛ أي: جازت عليه وراجت، وطلى عليه المحال؛ أي: موهه وأجازه، ولم ينقل شيء من ذلك عن العرب، وإن كان له وجه في الاشتقاق.
ويقولون: هو عدو لدود، وهو ألد أعداء فلان، يريدون باللدود الشديد العداوة، وهو خلاف المعروف في استعمال العرب؛ لأن اللدود عندهم بمعنى الذي يغلب في الخصومة؛ يقال: لده يلده فهو لاد له، وهو رجل لدود، ويقال: خصم ألد إذا كان شديد الخصام لا يذعن للحجة، ومأخذه من اللديد، وهو صفحة العنق؛ لأن المخاصم ينصب لديديه عند الخصام.
ويقولون: مرت عليه كرور الزمان، فيؤنثون لفظ الفعل على توهم أن الكرور جمع، وإنما هو مصدر كر.
Неизвестная страница