Язык, религия и традиции в жизни независимости
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Жанры
وقد ظن ناس أن الأزهر انهزم، وأن مدنية الغرب لن تتركه يعيش، ثم تبينوا بعد لأي أنهم كانوا واهمين، وأن الأزهر نسج شبكة من الوعاظ سيطر بها على الناس في أرجاء البلاد.
38
إذن لن نصل إلى وحدة التقاليد ما دام في مصر جامعتان لا تلتقيان، وكيف تلتقيان، وقد فصل بينهما النيل؛ فقامت إحداهما على الضفة الشرقية، وقامت أخراهما على الضفة الغربية، واختلاف المواطن يؤذن باختلاف الأرواح!
لا تحسبوني أمزح، فأنا أوقن بأن هاتين الجامعتين ستعيشان متعاديتين، وستظلان من أسباب الفرقة في العادات والتقاليد، وسيظل الأزهري يشعر بالغربة حين يدخل الجامعة المصرية، والجامعي يشعر بالغربة حين يزور الأزهر الشريف.
فما الذي نصنع لصيانة الاستقلال من زوابع هذا الخلاف؟
أعتقد أن خير الوسائل لذلك هي الدعوة إلى سعة الصدر ومرونة العقل، ومن الممكن أن نروض الجيل الجديد على فضيلة التسامح، ونربيه على فهم الواقع، والاطمئنان إلى أن الله لم يخلق الناس أمة واحدة، وإنما لون فيهم وصنف لحكمة يدركها العاقلون.
يجب على أولي الرأي أن يحسموا الخلاف بين هذين الجيلين اللذين يعيشان في بلد واحد، ويصبغان العادات والتقاليد صبغات مختلفات الألوان، ويخلقان الشغب والقلق في كثير من الطبقات، ويردان الأمة إلى جيشين يصطرعان.
وكل خطوة في هذا السبيل تصون بناء الاستقلال من معاول الهادمين.
تذكروا هذا أيها المصلحون، واعلموا أن لا نجاة لهذا البلد إلا بمحو العصبية التي تشب نارها من حين إلى حين بسبب اختلاف التقاليد.
39
Неизвестная страница