Язык, религия и традиции в жизни независимости
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Жанры
31
والعادات تميز الأمم بعضها من بعض، وهي من أجل ذلك تعد سمة شخصية، والسمات الشخصية من أظهر الدلائل على حيوية الشعوب.
ولنداعب الموضوع قليلا، فنذكر أن لكل أمة أذواقا في الطعام والشراب، ففي مدينة باريس مثلا يرى المتطلع مطعما تركيا، ومطعما نمسويا، ومطعما صينيا، ولكنه لن يجد مطعما مصريا؛ لأن المصريين ليس لهم مذاهب في الطعام والشراب، وأكاد أجزم بأن مصر لا تنفرد في أطعمتها بغير البصارة والفول المدمس والفطائر - فطائر المواقد والأفران.
ويحار الشاب المصري حين يفكر في إنشاء مطعم بمدينة أوروبية؛ لأن مطعمنا اندمج في المطعم التركي منذ أجيال، ولم تبق لنا خصائص، حتى في أواني الطعام والشراب، ولنا في ذلك عذر مقبول، فإن موقع مصر الجغرافي جعلها ملتقى الوافدين من الشرق والغرب، وفرض عليها الأخذ من كل مدنية بنصيب.
وإنما خصصت هذا الجانب بهذه الفقرة لأدل القارئ على قيمة الخصائص الذاتية، ولأستطيع التحدث عما تعود الناس في هذه البلاد.
32
وما قلته عن الدين أقوله عن العادات، فالعادات لا تكون من مقومات الاستقلال إلا إذا كانت صوالح، أما العادات السيئة فهي من أسباب الانحلال.
والمهم في العادات الصوالح أن تصبح قوانين، وألا يخرج عليها إلا المفسدون، ومتى تأصلت العادات الصوالح وأصبحت رعايتها قانونا قوميا شعر الناس بقوة في حيويتهم الذاتية، وأصبحوا بفضلها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وكان حرصهم عليها من مقومات الاستقلال.
33
كان من عادات المصريين أن يبدأ بعضهم بعضا بالتحية على الطريقة الإسلامية.
Неизвестная страница