Язык, религия и традиции в жизни независимости
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Жанры
إن صبر الجيش المصري على منازلة الجيش الإنجليزي في معركة فاصلة دامت ثلاث عشرة ساعة هو في ذاته نصر مبين، ولكن أين من يفهم دقائق المعاني في حياة الشعوب؟
دلوني على كاتب واحد استطاع أن يخلق في قومه الشعور بأنهم يعيشون في وطن نبيل؟
دلوني على كاتب واحد عمد إلى الجوانب القوية من زعمائنا وقادتنا في القديم والحديث، فأفصح عنها إفصاحا يجعلها مضرب الأمثال في المشرق والمغرب، على نحو ما صنع كتاب الإنجليز والفرنسيس والطليان والألمان؟
أيها الناس:
إن اللغة لا تكون من مقومات الاستقلال إلا يوم تشغلنا بمخاوفنا وأمانينا، ويوم تصبح من القوة بحيث يكون لها عشاق في المشرق والمغرب، ويوم تطغى في وطنها وتستطيل فلا يكون لها مزاحم ولا منافس ولا شريك.
وخلاصة القول: إن اللغة لا تكون من مقومات الاستقلال إلا يوم يشعر الناس جميعا بأن لها في وطنها سلطانا دونه كل سلطان، يوم يشعر من يدخل ميناء الإسكندرية أو بور سعيد أنه في حاجة إلى مترجم، وأن مصالحه تعطل إن جهلها كل الجهل، على نحو ما يقع لكل وافد يطأ الأرض الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية.
وأول ما يجب لتحقيق ذلك هو إعزاز اللغة في أنفس أبنائها، وهي لا تعز في أنفسهم إلا حين تغنيهم أو تكاد تغنيهم عن جميع اللغات، حين تصبح لغة العلم والمدنية، فيجد فيها كل طالب ما يسعفه من المراجع في العلوم والفنون والآداب.
لا تكون اللغة من مقومات الاستقلال إلا حين تفي بأغراض الجد والهزل، وتربط أبناءها بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم أوثق رباط، وسيكون هذا مصير اللغة العربية في مصر إن صحت العزائم وسلمت النفوس.
وهذا أمل ليس بالبعيد، فلا تحسبوني من الحالمين.
19
Неизвестная страница