Арабский язык в Европе
اللغة العربية في أوروبا
Жанры
بعدما أسس البابوات جمعية انتشار الإيمان في رومة، فكروا أن ينشئوا مطبعة يضمونها إلى تلك الجمعية وينشرون فيها الكتب المفيدة. وقد أحرزت تلك المطبعة بهمتهم شهرة واسعة بين مطابع الغرب. وكان للغة العربية بينها الشأن الأول والنصيب الأوفر، وما عدا ما نشرته تلك المطبعة من الكتب بلغات أوروبا، فإنها أصدرت كتبا جمة باللغات العربية والسريانية والعبرية واليونانية والأرمنية والقبطية والحبشية والكرجية والهندية والفارسية والتركية والكردية، أضف إليها الروسية والسلاڨية. (6) بعثات بابوية إلى مشترى مخطوطات شرقية
سعى البابوات سعيا حثيثا في القرون الغابرة؛ ليحرزوا ما استطاعوا من المخطوطات ويغنوا مكتبة الفاتيكان. وأخذوا منذ القرن الخامس عشر خصوصا يواصلون تلك المساعي الطيبة، كالبابا سكستس الرابع (1471-1484)، وبيوس الرابع (1559-1565)، وبولس الخامس (1605-1621)، وأوربانس الثامن (1623-1644)، فجمعوا من الكنوز الأبية الشرقية كمية وافرة، وأنفقوا في اقتنائها أموالا طائلة وكابدوا في نقلها وتنظيمها وتنسيقها أسهارا متواصلة. هكذا اغتنت تلك المكتبة العظيمة، وارتاشت أحوالها بتآليف علماء الشرق على اختلاف أجناسهم وأديانهم ولغاتهم وبلدانهم.
7
ومن أشهر البابوات الذين بذلوا الجهود لتعزيز اللغة العربية إقليميس الحادي عشر (1700-1721)، فإنه وجه عام 1707 إلى الشرق عالما لبنانيا اسمه إلياس السمعاني ؛ لابتياع ما يعثر عليه من المخطوطات في لبنان وسوريا وفلسطين وأديار مصر. وفي السنة 1715 كلف الحبر الأعظم المشار إليه عالما آخر لبنانيا هو يوسف شمعون السمعاني أن يرتحل إلى المشرق، ويجمع ما تيسر من المخطوطات العربية والسريانية والقبطية والحبشية. فنهض السمعانيان كلاهما بمهمتيهما خير نهوض، وأغنيا المكتبة الواتيكانية بما توفقا إلى جمعه من التحف الكتابية.
وفي السنة 1719 وجه البابا إقليميس عينه كاهنا مارونيا قبرصي الأصل اسمه أندراوس إسكندر إلى مدينة الموصل؛ ليشتري مخطوطات عربية وسريانية تتعلق بالنساطرة. فظل هذا الكاهن النشيط شهرين كاملين ضيفا في بيت القس خدر الكلداني (1679-1755)، الذي بالغ في تكريم ضيفه، وسهل له جميع الوسائل للفوز بأمنيته وفقا لرغائب الحبر الروماني. وقد استخدمه البابوات أيضا في اقتناء مخطوطات شرقية من أطراف مصر والشام وما بين النهرين، فجمع منها أندراوس إسكندر جانبا كبيرا نقله إلى المكتبة الواتيكانية، ثم اشتغل مع السماعنة في طبع بعض تلك الكتب، وحلت وفاته نحو السنة 1740.
8
وانتهج خلفاء البابا إقليميس الحادي عشر آثار سلفهم في جمع المخطوطات الشرقية، على يد بعثات أوفدوها إلى سورية ولبنان وفلسطين ومصر والعراق، وما بين النهرين، حتى أقصى بلاد فارس والهند. وكان رسل البابا يطوفون مدن الشرق والغرب، ويشترون أندر المخطوطات فيدفعون ثمن بعضها ما يؤازي ثقله ذهبا.
9
وتبارى فريق كبير من الإكليرس الشرقي في إتحاف المكتبة الواتيكانية بمخطوطات قديمة نفيسة، نذكر منهم إبراهيم الحاقلاني الماروني († 1664)، الذي أهدى إلى تلك المكتبة 64مخطوطا نقلت إليها بعد وفاته.
10 (7) قدم المكتبة الواتيكانية وثروتها
Неизвестная страница