Сущность всеобщей истории
لب التاريخ العام فيما صدر من غابر الأعوام
Жанры
التمدن الروماني
إن الرومانيين كانوا أولا ناسا همجا متوحشين، لا يعرفون غير الزراعة والتضارب، ولكنهم لما اختلطوا بأهل آسيا واليونان تعلموا منهم القراءة والكتابة، وألفوا الكتب الجليلة، وألقوا الخطب الرائقة، وشيدوا الأبنية الفاخرة، ونصبوا التماثيل الجميلة، وبسببهم تمدنت أهالي «إيطاليا، وفرنسا، وأسبانيا، وإنكلترا»؛ إذ إنهم كانوا قبلهم أمما بربرية لا يدرون شيئا كالأنعام يرعون في الخلاء، وينامون في المغارات، وكان ليس لهم مدن يسكنونها، وكانت بقعتهم مملوءة بالأجمات والحشائش، فلما فتح الرومانيون هذه البلاد هيئوا فيها الطرقات، وشيدوا المدن، ورفعوا فيها المعابد والتياترات والحمامات، وعلموا الأهالي جميع الفنون التي تعلموها من اليونانيين، وتكلم يومئذ جميع سكان المملكة باللغة اللاتينية، وتعودوا بعوائد الرومانيين، وتخلقوا بأخلاقهم، وعاشوا كعيشتهم، وفي فرنسا موجود نحو مائة مدينة تقريبا كانت رومانية الأصل، وكثيرا ما وجد فيها أطلال وتماثيل من عصر الرومانيين، وأقوى دليل على أن هذه المدن كانت رومانية الأصل هو لغة الفرنساويين، فإن أصلها لغة لاتينية.
الكلام على حكم الجنود: إن القياصرة الذين تولوا الملك بعد الخمسة إمبراطرة من سنة اثنتين وتسعين ومائة إلى سنة أربع وثمانين ومائتين لم يكونوا مطلقي الحرية في أحكامهم؛ إذ إن الجنود كانوا عتوا عتوا عظيما، وتمردوا حتى إنهم صاروا كسلاطين، فكان الملك الذي لا يعطيهم نقودا كثيرة لا يطيعون لحاكمه، ولا يذعنون لسلطانه، ويقتلونه ثم يقيمون بعده ملكا سواه على حسب إرادتهم. وكان يوجد يومئذ جملة جيوش رومانية متفرقة؛ فمنها جيش كان في إنكلترا ، وآخر كان على شواطئ نهر «الران»، وسواه على سواحل نهر «الدانوب»، وغيره في الشام، وكانت عصا هاته الجيوش غالبا منشقة، وعراهم منفصمة، لا يتحدون في كلمة، ولا يتفقون على رأي، فمن ذلك كان لكل جيش ملك، وكانت نار الحروب مضرمة بينهم على الدوام، وقد أقاموا نحو عشر سنين من سنة تسع وخمسين ومائتين إلى سنة سبعين ومائتين، وهم تحت إمرة عشرين إمبراطورا في آن واحد، ومن هذه الإمبراطرة ما كان غريبا مثل «إيليوجبل»، فإنه كان كاهنا من الشام وكانت عادة هذا الإمبراطور أن يتزيا بزي النساء.
تأسيس القسطنطينية: ثم أتى بعد ذلك جملة إمبراطرة قرروا لمنع الحروب الأهلية أن يحكم دائما إمبراطوران معا؛ أحدهما في الغرب، والآخر في الشرق.
ولما استولى الحكم «قسطنطين» شيد في سنة ست وعشرين وثلاثمائة القسطنطينية في أربع سنين، وأحضر فيها بالقهر سكان جميع المدن المجاورة لها، ونقل كرسي سلطنته إليها. ومن ابتداء هذا الوقت كان يحكم إمبراطوران معا؛ أحدهما بالقسطنطينية، والآخر بإيطاليا. وكانت عيشة هذه الإمبراطرة مباينة لعيشة من ولي الأحكام قبلهم؛ إذ كان الواحد منهم يتتوج بتاج مرصع بالجواهر واللؤلؤ، ويجلس في قصره على كرسي من الذهب لابسا ثوبا طويلا مزركشا بالذهب، وكان كل من يقترب منه يسجد أمامه على الأرض، وكان يجعل حوله دائما خدما وحشما يعبدونه كإله، وبالجملة كانت حاشيته تشابه لحاشية قدماء ملوك الفرس.
سقوط مملكة الرومانيين: لما احتاجت الإمبراطرة إلى نقود كثيرة لتصرفها على خدمهم وحشمهم وجنودهم، قررت على الأهالي فريضة من المال تدفعها سنويا، وإذا تأخر سكان مدينة عن الدفع كانوا يجبرون أصحاب الأملاك على قضائها عوضا عن جميع أهالي المدينة، فمن ذلك في مدة مائة سنة اندثرت حالة أصحاب الأملاك، وأصبحوا لابسين ثياب الإملاق، يشيرون ببنان الفاقة على ما لحقهم من الانحطاط، وأمست الإمبراطرة لا تجد رجالا لتلقيح الأراضي ولا للمدافعة عن بلادهم، ودخلت في مملكتهم أقوام من البرابرة من كل فج. وفي سنة أربعمائة وست وسبعين خلع «أدواكر» أحد رؤساء هذه الجماعات آخر إمبراطور من أرض الملك ، وما بقي إلا إمبراطور القسطنطينية.
الملخص
أولا:
إن البلاد التي أخضعتها رومة وفتحتها كانت تسمى بالمملكة الرومانية، وهي كانت منقسمة إلى إيالات، كل واحدة محكومة بحاكم.
ثانيا:
Неизвестная страница