هذا أبو الصقر فردا في محاسنه = من نسل شيبان بين الضال والسلم ومنها التعظيم: أي قصد تعظيمه بالقرب نحو {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} أو البعد نحو {ذلك الكتاب} نزل بعد درجته ورفعة قدره منزلة بعد المسافة، ومنه {تلك آيات الله}{وتلك آيات الكتاب} وغير ذلك ومنها الحط: أي التحقير بالقرب نحو {وما هذه الحياة الدنيا إلا لعب ولهو} نزلت دناءتها وخسة قدرها منزلة قرب المسافة، وبالبعد نحو: ذلك الفاسق فعل كذا، ومنها التنبيه عند ذكر أوصاف بعد المشار إليه، على أن المشار إليه حقيق بما يرد بعد اسم الإشارة بسبب تلك الأوصاف نحو، {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} فأتى بعد المشار إليه وهو {الذين يؤمنون} بأوصاف متعددة من الإيمان بالغيب وإقام الصلاة وغير ذلك، ثم عرف المسند إليه بالإشارة إليه؛ تنبيها على أن المشار إليهم أحقاء بما يرد بعد أولئك، وهو كونهم على الهدى عاجلا والفوز بالفلاح آجلا من أجل اتصافهم بالأوصاف المذكورة.
ومنها التفخيم ولم يذكره الأصل اكتفاء بالتعظيم وزاده المصنف لأن فيه زيادة التعظيم نحو: هذا زيد الذي تسمع به.
قال:
وكونه باللام في النحو علم = لكن الاستغراق فيه ينقسم
إلى حقيقي وعرفي وفي = فرد من الجمع أعم فاقتفي
أقول: من مرجحات كون المسند إليه معرفا باللام: الإشارة بها إلى معهود أو حقيقة.
فالأول ثلاثة أقسام:
الأول: معهود في الذكر صريحا أو كناية نحو {وليس الذكر كالأنثى} فالأنثى تقدم ذكرها صريحا في قوله: {إني وضعتها أنثى} والذكر تقدم في قوله: {ما في بطني محررا} لأن ما كناية عنه؛ لأن التحرير إنما كان للذكور.
الثاني معهود في الذهن نحو {إذ هما في الغار}.
الثالث معهود في الحضور نحو {اليوم أكملت لكم دينكم} ومنه الواقعة بعد اسم الإشارة وأي في النداء.
والثاني ثلاثة أقسام أيضا:
Страница 47