[النمل: 40] فلم يقصد جعل الظرف كائنا فلذلك ذكر المتعلق به، ثم ذلك المحذوف يجوز تقديره باسم أو فعل إلا في الصلة، فإنه يتعين أن يكون فعلا. واختلفوا: أي التقديرين أولى فيما عدا الصور المستثناة؟
فقوم رجحوا تقدير الفعل، [وقوم رجحوا تقدير الاسم]، وقد تقدم دليل الفريقين.
وقرىء شاذا بنصب الدال من " الحمد " ، وفيه وجهان:
أظهرهما: أنه منصوب على المصدرية، ثم حذف العامل، وناب المصدر منابه؛ كقولهم في الأخبار: " حمدا، وشكرا لا كفرا " والتقدير: " أحمد الله حمدا " ، فهو مصدر ناب عن جملة خبرية.
وقال الطبري - رحمه الله تعالى -: " إن في ضمنه أمر عباده أن يثنوا به عليه، فكأنه قال: " قولوا: الحمد لله " وعلى هذا يجيء قولوا: إياك ".
فعلى هذه العبارة يكون من المصادر النائبة عن الطلب لا الخبر، وهو محتمل للوجهين، ولكن كونه خبريا أولى من كونه طلبيا، ولا يجوز إظهار الناصب، لئلا يجمع بين البدل والمبدل منه.
والثاني: أنه منصوب على المفعول به، أي: اقرءوا الحمد، أو اتلوا الحمد؛ كقولهم: " اللهم ضبعا وذئبا " ، أي: اجمع ضبعا، والأول أحسن؛ للدلالة اللفظية.
وقراءة الرفع أمكن، وأبلغ من قراءة النصب، لأن الرفع في باب المصادر التي أصلها النيابة عن أفعالها يدل على الثبوت والاستقرار، بخلاف النصب، فإنه يدل على التجدد والحدوث، ولذلك قال العلماء - رحمهم الله -: إن جواب إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في قوله تعالى حكاية عنه:
قال سلام
[هود: 69] أحسن من قول الملائكة:
Неизвестная страница