أحدها: أن المدح قد يحصل للحي، ولغير الحي? ألا ترى أن من رأى لؤلؤة في غاية الحسن، فإنه يمدحها؟ فثبت أن المدح أعم من الحمد.
الثاني: أن المدح قد يكون قبل الإحسان، وقد يكون بعده، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان.
الثالث: أنا المدح قد يكون منهيا عنه؛ قال عليه الصلاة والسلام:
" احثوا التراب في وجوه المداحين "
أما الحمد فإنه مأمور به مطلقا؛ قال - عليه الصلاة والسلام -:
" من لم يحمد الناس لم يحمد الله "
الرابع: أن المدح عبارة عن القول الدال على كونه مختصا بنوع من أنواع الفضائل.
وأما الحمد فهو القول الدال على كونه مختصا بفضيلة معينة، وهي فضيلة الإنعام والإحسان، فثبت أن المدح أعم من الحمد.
وأما الفرق بين الحمد والشكر، فهو أن الحمد يعم إذا وصل ذلك الإنعام إليك أو إلى غيرك، وأما الشكر، فهو مختص بالإنعام الواصل إليك.
وقال الراغب - رحمه الله -: والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة، فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدا.
Неизвестная страница